للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح، ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

٢٣ - (حَثُّ الإِمَام عَلَى الصدَقَةِ فِي الْخُطبَةِ)

١٥٧٩ - أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى, قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي عِيَاضٌ, عَنْ أَبِي سَعِيدٍ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, كَانَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْعِيدِ, فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ, ثُمَّ يَخْطُبُ, فَيَأْمُرُ بِالصَّدَقَةِ, فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ, فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ, أَوْ أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ بَعْثًا تَكَلَّمَ, وَإِلاَّ رَجَعَ.

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث متَّفَقٌ عليه، وقد مرّ قبل بابين، في ٢٠/ ١٥٧٦ "استقبال الإمام الناس بوجهه في الخطبة"، رواه عن قتيبة، عن عبد العزيز الدراوري، عن داود بن قيس به، وقد استوفيت شرحه، وبيان مسائله هناك، فراجعه، تستفد. وباللَّه تعالى التوفيق.

و"عمر بن علي": هو الفلاّس، و"يحيى": هو القطّان، ودلالة الحديث على الترجمة واضحة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٥٨٠ - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ -وَهُوَ ابْنُ هَارُونَ- قَالَ: أَنْبَأَنَا حُمَيْدٌ, عَنِ الْحَسَنِ, أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ, خَطَبَ بِالْبَصْرَةِ, فَقَالَ: أَدُّوا زَكَاةَ صَوْمِكُمْ, فَجَعَلَ النَّاسُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ, فَقَالَ: مَنْ هَاهُنَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قُومُوا إِلَى إِخْوَانِكُمْ, فَعَلِّمُوهُمْ, فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ, "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - فَرَضَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ, عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ, وَالْحُرِّ وَالْعَبْدِ, وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى, نِصْفَ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ, أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ, أَوْ شَعِيرٍ".

قال الجامع عفا اللَّه تعالى عنه: هذا الحديث سيأتي للمصنف في "كتاب الزكاة" برقم ٣٦/ ٢٥٠٨ - ويأتي شرحه، وبيان المسائل المتعلّقة به هناك، إن شاء اللَّه تعالى.

وفيه انقطاع؛ لأن الحسن البصريّ لم يسمع من ابن عباس - رضي اللَّه تعالى عنهما -، لكن المرفوع منه صحيح؛ لأنه سيأتي للمصنف في "الزكاة" بسند آخر متّصل، إن شاء اللَّه تعالى.

وحميد هو الطويل، والحسن هو البصريّ، وقوله: "أن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -" بفتح همزة "أن" لكونها سدَّت مسدّ مفعولين "يعلمون"، ويحتمل أن تكون بالكسر؛ لوقوعها في