للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سنن الخطبتين:

-١- طهارة الإِمام من الحدث والخبث، كما يسن له ستر العورة.

-٢- أن يخطب على المنبر أو موضع عالٍ، لما روى ابن عمر رضي الله عنهما أنه (سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر) (١) .

-٣- أن يسلم عقب صعوده، إذا أقبل على الناس، لحديث جابر رضي الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر سلّم عليهم) (٢) . ⦗٢٨٢⦘

-٤- أن يجلس إذا سلم عليهم، لما روى ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب خطبتين: كان يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ، أراه قال المؤذن. ثم يقوم فيخطب، ثم يجلس فلا يتكلم، ثم يقوم فيخطب) (٣) .

-٥- أن يؤذن لها إذا جلس الإِمام على المنبر، لأن الله تعالى قال: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة} يعني الآذان (٤) .

-٦- أن يخطب قائماً، لما روى جابر بن سمرة رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائماً. ثم يجلس. ثم يقوم فيخطب قائماً فمن نبأك أنه كان يخطب جالساً فقد كذب) (٥) .

-٧- أن يعتمد على سيف أو قوس أو عصا، فإن لم يكن معه شيء أمسك شماله بيمينه أو أرسلهما عند جنبيه وسكّنهما، روى الحكم بن حزم قال: (قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة ... شهدنا فيها الجمعة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئاً على قوس أو قال على عصا فحمد الله وأثنى عليه بكلمات خفيفات طيبات مباركات) (٦) .

-٨- أن يرفع صوته، لأنه أبلغ في الإسماع، لما روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرّت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه. حتى كأنه منذر جيش، يقول: صبحتكم ومساكم. ويقول: بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى ويقول: أما بعد، فإن خير ⦗٢٨٣⦘ الحديث كتاب الله. وخير الهُدى هُدى محمد. وشر الأمور محدثاتها. وكل بدعة ضلالة ... ) (٧) .

-٩- أن يستقبل بخطبته جهة وجههه فلا يلتفت يميناً أو شمالاً.

-١٠- أن يكون في خطبته مترسلاً مُعرباً مبيناً من غير عجلة ولا تمطيط، لأنه أبلغ وأحسن.

-١١- أن يُقصرِّ الخطبة، لما روى عمار رضي الله عنهما قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئِنَّةٌ من فقهه. فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة ... ) (٨) .

-١٢-أن تكون الخطبة الأولى أطول من الثانية.

-١٣- أن يرتب الخطبة، بأن يبدأ بالحمد لله ثم بالصلوات على رسوله صلى الله عليه وسلم ثم بالوعظ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد ... أقطع) (٩) .

-١٤- أن يدعو للمسلمين، لأن الدعاء لهم مسنون في غير الخطبة ففيها أولى، وإن دعا للسلطان فحسن، لأن صلاحه نفع للمسلمين فالدعاء له كالدعاء لهم.

-١٥- أن يجلس بين الخطبتين جلسة استراحة بقدر سورة الإخلاص وليس فيها ذكر.

-١٦- أن يخطب من صحيفة.

-١٧- أن يتولاهما مع الصلاة واحد. ⦗٢٨٤⦘


(١) البخاري: ج-٣/ كتاب بدء الخلق باب ١٤/٣١٢٣.
(٢) ابن ماجة: ج-١/ كتاب إقامة الصلاة باب ٨٥/١١٠٩.
(٣) أبو داود: ج-١/ كتاب الصلاة باب ٢٢٧/١٠٩٢.
(٤) يسن الأذان الأول في أول الوقت، وهو مشروع للإعلام بالوقت، وهو الذي سنه عثمان رضي الله عنه: والثاني: والإمام على المنبر للإعلام بالخطبة، وهو الذي كان في عهده صلى الله عليه وسلم، والثالث للإقامة، وهو للإعلام بالقيام إلى الصلاة.
(٥) مسلم: ج-٢/ كتاب الجمعة باب ١٠/٣٥.
(٦) مسند الإِمام أحمد: ج-٤ /ص ٢١٢.
(٧) مسلم: ج-٢/ كتاب الجمعة باب ١٣/٤٣.
(٨) مسلم: ج-٢/ الجمعة باب ١٣/٤٧.
(٩) ابن ماجة: ج-١/ كتاب النكاح باب ١٩/١٨٩٤.

<<  <   >  >>