الحمد لله الذي مهد قواعد الدين بكتابه المنزل، وجعلنا من عباده المؤمنين بإتباع نبيه المرسل، الذي أظهر به الحق بعد أن كان خفياً، واختاره على كافة خلقه وكان به خفياً [حفيا؟؟] .
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تبوئ قائلها أعلى المقامات، وتحله من دار كرامته أعلى الغرف في الجنات.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، سيد الخلق صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ألي المناقب العالية الكريمة.
أما بعد: فإن علم الفقه من أجلّ العلوم الشرعية إذ به يتعرف المرء أحكام الأقوال والأفعال من واجب ومندوب ومباح ومكروه وحرام، ومن ثم يوجه حياته سواء في عبادته أو تعامله مع الناس وفقاً لأوامر الله سبحانه وأوامر رسوله صَلى الله عَليه وسَلم فيفوز بسعادة الدارين. وبهذا المعنى جاء قوله عليه الصلاة والسلام "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ويلهمه رشده" ولقد أحسن الإمام الشافعي رضي الله عنه حين قال:
كل العلوم سوى القرآن مشغلة * إلا الحديث وإلا الفقه في الدين
ولقد اطلعت على هذا الكتاب "فقه العبادات" فوجدت مؤلفته قد قامت بمجهود جيد مشكور في ترتيبه وعرض أحكامه عرضاً واضحاً يسهل على طلاب العلم وغيرهم تفهم أحكام دينهم مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة واجتهاد الأئمة المجتهدين في مذهب الإمام أحمد بن حنبل الذي بذل حياته مع الأئمة الآخرين رضي ⦗٨⦘ الله عنهم لإرشاد الناس ووضعهم على الطريق الصحيح الذي اختاره لهم رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم، ولشدة تمسك هذا الإِمام الورع بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال أصحابه رضوان الله عليهم نرى كثيراً من العلماء اختار مذهبه. وفي ذلك قال شيخ الإسلام مرعي بن يوسف الحنبلي صاحب التصانيف العديدة في المذهب:
لئن قلد الناس الأئمة إنني * لفي مذهب الحبر ابن حنبل راغب
أقلد فتواه وأعشق قوله * وللناس فيما يعشقون مذاهب
أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بهذا الكتاب كما نفع بغيره وأن يجزي مؤلفته عن المسلمين خير الجزاء وأن يوفقنا جميعاً لمواصلة طريق العم [العمل؟؟] لنكون ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه والحمد لله رب العالمين.