سبحان الله - أولا: حجاب المرأة المسلمة هو صون لكرامتها، ونقارن ذلك بالأمم الأخرى التي استهانت بالمرأة باسم تحريرها، فوصل جهلهم وغشهم لأنفسهم أن المرأة عندهم أصبحت أداة جنس، فإذا أرادوا الإعلان عن سيارة، استعملوا مفاتن امرأة لذلك، وكذلك في غالب إعلاناتهم عن منتجات لا تعلق بها بالمرأة إطلاقا. وقد دارت مناقشة بيني وبين أحد الأمريكيين بهذا الشأن، وعندما ذكرت له ذلك الاستغلال الجنسي قال لي: الحق معك يا عرفان. - ثانيا: أين الإنصاف وعدم التعصب في قوله "تشقى به المسلمات"؟! وهل يخفى على أحد أننا في عصر لا يمكن للأهل إرغام أولادهم على مثل هذا؟ فالأمر بالعكس، حيث أن الفتيات المسلمات تحاربن مجتمعهن في غالب دول العالم، فتتحجبن، والحمد لله، رغم الضغوط الهائلة ضدهن. فما "الشقاء" إلا على من تعصب وأضل نفسه من بعد علم. وقد سألَت إحدى الفتيات الأمريكيات زوجتي عن معنى الحجاب فأجابت: ... وهذا إعلان عن شخصيتي، واختياراتي في الحياة. فمن يرى حجابي من الشباب يعلم عن وجهتي الأخلاقية، فمثلا، إن حصلت على علامة جيدة من أستاذ ما، علمت أنها باستحقاقي، ولم أتخوف من الأسباب التي دفعته إلى ما فعل، وكذلك إن ساعدني أحدهم في المدرسة، كأن وقع لي كتاب فأعطانيه، لم أتخوف من نيته، وهكذا ... فالحجاب سبب في اطمئناني في الحياة، بالإضافة إلى أشياء أخرى. فوافقتها تلك الفتاة الأمريكية قائلة (وكانت تلبس الـ "شورت"، وهو سروال قصير) : أنت على صواب، وإنك حرة في حجابك ولباسك، أكثر مني في "شورتي" You are more free in your dress, than I am in my shorts! وأهمية ذلك الحوار تكمن في أن فتيات الغرب تعشن في خوف مستمر يسبب فراغا نفسيا وعاطفيا شديدين، حيث أنه يتحتم عليهن دوام الحذر والانعزال في مثل تلك الأحوال البسيطة العادية، ودوام الشك في نية نصف المجتمع من حولها، في كل شاردة وواردة. - ثالثا: لا يخفى على عاقل أن النصارى ما تقدموا إلا عندما تركوا دينهم الذي لا يمت إلى المسيح عليه السلام بشيء، والمسلمون ما تخلفوا إلا بعد ما تركوا سنة نبيهم الناصعة البيضاء. وأخبرتني زوجتي أن أنه قيل لأحدى الطالبات، في إحدى البلدان العربية: كيف تتحجبين؟ وقد وصل الانسان إلى القمر! فأجابت: وهل الناس بحاجة إلى شعري ليجعلوه حبالا للتسلق إلى القمر؟ وهل يقاس "الترقي" بمقدار سفور المرأة؟ سمعت أحد الإفرقيين يقول: في أول هذا القرن، كان الأوربيون يوصموننا بالتخلف والبربرية، ويستشهدون على ذلك بأننا شبه عراة ... والآن فإن لهم المسابح، ومنها للعراة فقط، أفلا يكون هذا معيارا لتخلفهم؟ - رابعا: وهل أبلغ من قول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العز بغير الإسلام، أذلنا الله. - خامسا: أين حرية الإنسان وحرية الأديان التي يتبجح بها الغرب زيفا وكذبا؟ وقد وصل بهم التعصب والتحامل، إلى درجة منعت فيها بعض دولهم الفتيات من لبس الحجاب، رغم إرادتهن؟ - سادسا: ومما يزيدني يقينا بفوائد الحجاب مهاجمة بعض جهلاء النصارى له! ابحث عن "حجاب" و "الوجه". - سابعا: نختم بقول الله تعالى في سورة الإسراء: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً {٨٤} فهذه "شاكلتهم" وهذه شاكلتنا، والمنصف يكفيه القليل، والشقي المعاند لا ينفعه وضح النهار. - ملاحظة: لقد راجعنا أشعار الزهاوي في هذا الكتاب، فرغم ميل بعضها إلى الإلحاد، وركاكة البعض الآخر (قارن قوله "وأنتَ في كُلِّ أمرٍ ... كما تَدينُ تدانُ" مع الحديث: كما تدين تدان، وبالكيل الذي تكيل تكتال، وقارن قوله "إِن القناعةَ كنزٌ ... لأهلِهِ ليس يُفنى" مع القول المشهور "القناعة كنز لا يفنى" أو الحديث، رغم ضعفه: "القناعة مال لا ينفذ وكنز لا يفنى") ، ورغم ضعف بعض أفكاره، ووضاحة انبهاره بقشور الحضارة الغربية، فقد أبقينا على تلك الأشعار لأمانة نقل هذا الكتاب، وجوابنا يكفي لمن ليس في قلبه مرض. عرفان الرباط، من مشروع "المحدث"]