للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِمَّا:

إِمَّا في الخَبَر بمنزلة "أو" وهي لأَحَدِ الشَّيْئَين أوِ الأَشْيَاء، وَيَرَى الخليلُ وسيبويه: أنَّ "أما" هذه إنَّما هي "إن" ضُمَّتْ إليها "مَا" ولا يجوزُ حذفُ "ما" إلاّ أنْ يُضْطَّر الشاعر فيقول:

لقَد كَذَبَتْكَ نَفْسُك فاكْذِبَنْها ... فإنْ جَزَعاً وإنْ إجمالَ صَبْرِ

المعنى: فإمّا جزعاً. إلخ.

(=إن بمعنى إمّا) .

والفَرْقُ بَيْنَ أوْ وإمّا - كما يقول المبرد - أَنَّكَ إذَا قلتَ: جاءني زَيدٌ أو عَمْروٌ وقَعَ الخَبر في زيدٍ يقيناً حتى ذكرت، أَوْ فَصارَ فِيهِ وَفي عَمْروٍ شَكٌّ. وإمّا تَبْتَدِئ بها شَاكّاً، وذلك قولك: جاءني إمَّا زيدٌ وإمّا عَمْروٌ، أَيْ أَحَدَهُما.

وَيَتَفَرَّع عن "أما" خَمْسَةُ مَعَانٍ:

(أحدُها) الشكُّ نحو "سيَقْدَمُ إمَّا زَيْدٌ وإمَّا أَحْمَدُ" وتبدأ بالشك.

(الثاني) الإِبهام نحو قوله تعالى: {وآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأمْرِ اللَّهِ إمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ} (الآية "١٠٦" من سورة التوبة "٩") .

(الثالث) التَّخْيِيرُ نحو قوله تعالى: {إمَّا أنْ تُعَذِّبَ وإمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً} (الآية "٨٦" من سورة الكهف "١٨") .

(الرابع) الإِبَاحَةُ نحو "إقْرأ إمَّا شِعْراً وإمّا قِصَّةً".

(الخامس) التَّفْصيل نحو {إمَّا شَاكِراً وإمَّا كَفُوراً} (الآية "٣" من سورة الدهر "٧٦") .

و"أما" في هذه المعاني كـ "أو" إلاَّ أن "أما" يجب تكرارُها و "أو" لا تتكرَّر.

وقد يُسْتَغْنَى عن "أما" الثَّانِية بذكر ما يُغْني عنها نحو "إمَّا أن تَتَكَلَّمَ بخيرٍ وإلاَّ فَاسْكُتْ".

<<  <  ج: ص:  >  >>