للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنْ بمعْنى إما:

قد تكونُ "إن" في بعْضِ حالاتِها بمعنى "أما" وعلى ذلك قول دُرَيد بن الصِّمَّة:

لقد كَذَبْتَكَ نَفْسُك فاكْذِبَنْها ... فإنْ جَزَعاً وإنْ إجْمَالَ صَبْر

قال سيبويه: فهذا مَحْمُولٌ على "أما" وليسَ على الجزاء، يريد أنَّ "إن" في هذا البيت يُرادُ بِها أحَدُ الشَّيْئين، فاضَّطُر الشاعرُ فحذفَ "ما" فَبَقِيَتْ "إن" والمَعْنى: فإمَّا. ومثلُه قَوْلُ النِّمر بن تولِب:

سَقَتْه الرَّواعدُ مِنْ صَيِّف ... وإنْ مِنْ خَرِيفٍ فَلَنْ يَعدَما

قال سيبويه: يريد: وإمَّا مِنْ خَرِيفٍ.

وقال الأصمعي: "إن" ههنا بمعنى الجَزَاء، أرَادَ: وإنْ سَقَتْه مِنْ خَرِيفٍ فَلَنْ يَعدَمَ الرَّيّ، وبهذا القَولِ أخَذَ المُبرِّد وقال:

لأَنَّ "أما" تكون مُكَرَّرَة، وهي ههنَا غير مكرَّرة، وهي ههنَا غير مكرَّرة، ويجبُ على قولِ الأصْمعي: أنَّه يَعْدَم الرَّيَّ، لأنه قال: وإن سَقَتْه من خَريفٍ فلن يعدَمَ الرَّي.

فكأَنَّه يعدَم الرَّي إن لم يَسقِه الخَريف.

كما قال الهَرَوِيُ، وليس هذا مراداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>