قد تكونُ "إن" في بعْضِ حالاتِها بمعنى "أما" وعلى ذلك قول دُرَيد بن الصِّمَّة:
لقد كَذَبْتَكَ نَفْسُك فاكْذِبَنْها ... فإنْ جَزَعاً وإنْ إجْمَالَ صَبْر
قال سيبويه: فهذا مَحْمُولٌ على "أما" وليسَ على الجزاء، يريد أنَّ "إن" في هذا البيت يُرادُ بِها أحَدُ الشَّيْئين، فاضَّطُر الشاعرُ فحذفَ "ما" فَبَقِيَتْ "إن" والمَعْنى: فإمَّا. ومثلُه قَوْلُ النِّمر بن تولِب:
وقال الأصمعي:"إن" ههنا بمعنى الجَزَاء، أرَادَ: وإنْ سَقَتْه مِنْ خَرِيفٍ فَلَنْ يَعدَمَ الرَّيّ، وبهذا القَولِ أخَذَ المُبرِّد وقال:
لأَنَّ "أما" تكون مُكَرَّرَة، وهي ههنَا غير مكرَّرة، وهي ههنَا غير مكرَّرة، ويجبُ على قولِ الأصْمعي: أنَّه يَعْدَم الرَّيَّ، لأنه قال: وإن سَقَتْه من خَريفٍ فلن يعدَمَ الرَّي.