للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَوْ:

[١] حَرْفُ عَطْف، وهِيَ لأِحدِ الأَمْرَيْن عند شَكِّ المتَكِّلمِ أو قَصْدِه أحدهما، فالأَوَّلُ وهو الشَّكُّ نحو" جَاءَني رَجُلٌ أو امْرَأةٌ".

والثاني وهو قصدُ أَحدِ الأمْرَيْن ويكون بعدَ الطَّلَب نحو "تزَوَّجْ هِنْداً أو أخْتَها" أي لا تَجْمَعْ بَيْنِهُمَا ولكِنْ اخْتَرْ أيَّهُمَا شِئْت، وكذلك اعْطِنِي دينَاراً أو اكْسُني ثَوْباً.

ويكون لها أيضاً موضعٌ آخَرُ وهو الإبَاحة، وذلك قولك: "جالِسِ الحَسَن أو ابْنَ سِيرين" أي قد أذِنْتُ لك في مجالسة هذا النوع من الناس، فإن نَهَيْتَ عن هذا قلتَ: لا تُجَالِسْ زَيْداً أو عَمراً، أي لا تُجالِسْ هذا الضَّرب من الناس، وعلى هذا قول الله عز وجل: {وَلاَ تُطِعْ مُنْهُمْ آثِماً أو كَفوُراً} (الآية "٢٤" من سورة الدهر "٧٦".) وَتَأْتِي "أو" للشّكَّ أو للإِبْهَامِ على المُخَاطَب، نحو: " {وَإِنَّا وإِيَاكُمْ لَعَلَى هُدىً أو في ضَلالٍ مُبِين} (الآية "٢٤" من سورة سبأ "٣٤") أَوْ لِلْتَّفْضِيل نحو: {وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارى} (الآية "١٣٥" من سورة البقرة "٢") أو "للتَّقْسِيمِ" نحو "الكَلِمَةُ": اسْمٌ أَوْ فِعْلٌ أو حَرْفٌ"، وتكونُ بمعنى "الواو" عِنْدَ أَمْنِ اللَّبْسِ كقول حُمَيْد بن ثَوْر الهلالي الصَّحابي:

قّوْمٌ إذا سَمِعُوا الصريخ رأيتَهم ... مَا بَيْنَ مُلْجِمِ مُهْرِهِ أو سَافِعِ (الصريخ: المستغيث، السافع: الآخذ بناصية فرسه، "أو" هنا بمعنى واو، لأن "بين" لا يعطف فيها إلاّ بالواو.)

[٢] وَقَدْ تَكونُ "أَوْ " للإضراب كـ "بَلْ" وذلكَ بشَرْطَين: تَقَدُّمُ نَفْي أو نَهْي وإعَادَةُ العامِلِ نحو "مَا غَابَ عَلِي أو غَابَ مُحمَّدٌ" ونحو" لاَ يَقُمْ زَيْدٌ أو لا يَقُمْ مُطْلَقاً احتجاجاً بقول جرير:

ماذا تَرَى في عِيَالٍ قدْ بَرِمْتُ بهم ... لمْ أُحْصِ عِدَّتَهُمْ إلاَّ بعَدَّادٍ

كانوا ثمانِينَ أَوْ زادوا ثَمَانِيِةً ... لَوْلاً رَجَاؤُكَ قَدْ قَتَّلْتُ أوْلاَدِي

<<  <  ج: ص:  >  >>