بَعْض: هَيَ لَفْظةٌ صِيغَتْ للدَّلاَلَةِ عَلَى الطَّائِفَةِ، لا على الكُلّ، وقال أبو العَّباس أحمدٌ بنُ يحيى ثعلب:" أَجْمَعَ أَهْلُ النَّحْوِ على أَنَّ البعضَ شيءٌ من أشياءَ أو شيءٌ مِنْ شيءٍ". وتَقَعُ على نِصْفِ الكُل، وعلى ثَلاَثَةِ أَرْبَاعِه، وعَلَى مُعْظَمِهِ وَتَقَعُ على الشيءِ كلِّه ما عَدَا أقَلِّ جُزْءٍ منه.
وَقَدْ بعَّضْتُ الشَّيء فرَّقتُ أَجْزَاءه، وتَبعَّض هُو، وقد تكونُ "بعضُ" بمعنى "كُل" كقولِ الشاعر: " أو يَعْتَلِقْ بَعْضَ النفوسِ حَمَامُها"
وقال أبو حاتم السَّجسْتَاني: ولا تقول العربُ الكلُّ ولا البَعْضُ، وقد أستعمله النَّاسُ حتى سِيبَويَه والأَخْفشِ في كُتُبِهِما لِقِلَّةِ عِلْمِهما بهذا النحوِ، فاجتنبْ ذلك فإنَّه ليسَ من كلامِ العَرَب (قال الأزهري: النحويون أجازوا الألف واللام) و "بعضُ" مذكَّرٌ في الوجوهِ كُلِّهَا، ويعربُ حَسْبَ مَوْقِعِهِ من الكلام، وقد يُضافُ إلى مَصْدرٍ من نَوعِ الفِعلِ فتقول:" اقْرأ بعْضَ القِرَاءَةِ" لا بَعْضَ الشيء ويعربُ على أنَّه مَفْعُولٌ مُطْلَق.