للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التَّأْنيثُ والتَّذْكيرُ: الأشياءُ كلُّها أصْلُها التَّذْكيرُ، وهو أشدُّ تَمَكُّناً، ثم يَخْتَصُّ بعدُ.

-١ تَقْسيم الاسْمِ إلى مُذكَّرٍ ومُؤَنَّث: يَنْقَسِمُ الاسْمُ إلى مُذَكَّرٍ ومُؤَنَّث، فالمُذَكَّرُ كـ "رجُل" والمؤنَّثُ كـ "فاطِمةَ".

-٢ المؤنث حَقيقيٌّ ومَجازِيٌّ: المؤنَّثُ نَوْعان: حَقيقيٌّ، وهو: ما يقابله ذكر من كل ذي روح، كـ "امْرَأة" و "فاضِلَة" و "ناقة". ومَجازي، وهو: ما عامَلَتْه العَرَبُ مُعامَلَةَ المُؤَنَّثاتِ الحقيقيَّة "كالشمس، والحربِ والنَّارِ" (والمشهور أن المؤنَّثَ المجازي يَصحُّ تذكيره وتأنيثُه؛ والصوابُ أنْ يُقال: أن هذا مُقيَّدٌ بالمسند إلى المؤنث المجازي ويكون المسند فعلاً أو شبَههُ نحو "طلعَ الشمس" و "هو الشمس" أفاده ابن هشام) والمَدَارُ في هذا على النَّقْل، ويُسْتَدلُّ على ذلك بالضَّميرِ العائدِ عليه نحو: {النَّارُ وَعَدَها اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} (الآية "٧٢" من سورة الحج "٢٢") ، {حتّى تَضَعَ الحَرْبُ أَوْزارَها} (الآية "٤" من سورة محمد "٤٧") وبالإِشارة إليه نحو: {هَذِهِ جَهَنَّمُ} (الآية "٦٣" من سورة يس "٣٦") . وبثبُوتِ التَّاءِ في تَصْغيره، نحو "عيَيْنَة وأُذَيْنَة" مُصَغَّرَيْ عَيْن، وأُذُن.

أَوْ في فِعْلِه، نحو: {وَلَمَّا فَصَلتِ العيرُ} (الآية "٩٤" من سورة يوسف "١٢") وبسُقُوطِها من عَدَدِهِ كقول حُمَيد الأرقط يَصِفُ قوساً عربيَّةً:

أرْمي عَلَيها وَهِيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ ... وهِيَ ثلاثُ أذرُعٍ وإصبَعُ

(يقال: قوسٌ فَرعٌ: إذا عُملت من طَرفِ الغُصْن لا من جِذْعه)

-٣ المؤنَّثُ: ثلاثة أقسام:

ينقسِمُ المؤنَّثُ إلى لَفْظي، ومَعْنَويّ، ولَفْظِيّ مَعْنَويّ.

فالمؤنث اللفظي: ما كانَ عَلَماً لمُذَكَّر وفيه علامةٌ من عَلاَمَاتِ التَّأْنِيثِ كـ "طَرَفَة" و "كنانَة" و "زكَرِيَّاء". وهذا المُؤَنَّث اللَّفْظِي يَجِبُ تَذْكيرُ فِعلِه وجَمعُه بألفٍ وتا.

والمُؤَنَّثُ المعنويُّ: ماخَلا من العَلامةِ، وكان عَلَماً لمؤنث كـ "زَيْنَبَ" و "أم كُلْثُوم" والمُؤَنَّثُ اللَّفْظِيُّ المَعْنَوِيُّ: ما كانَ عَلَماً لِمُؤَنَّث، وفيه عَلاَمَةُ التَّأْنيث: كـ "صَفِيَّة" و "سعْدَى" و "خنْسَاء".

-٤ علاماتُ التأْنيث:

علاماتُ التأنيث - على قول الفراء - خَمْسَ عَشْرَة عَلامَة، ثمانٍ في الأسْماءِ: الهاءُ، والأَلِفُ المَمْدودَة والمقْصورَة، وتاءُ الجَمْع، في نحو "الهِنْدَات"، والكَسْرة في "أَنْتِ" والنونُ في "أنْتُنَّ" و "هنَّ" والتَّاءُ في "أخْتٍ" و "بنْتٍ" والياء في "هَذي".

وأرْبَعٌ في الأفْعَال: التاءُ السَّاكنة في مثل "قامَتْ" والياءُ في "تَفْعَلين" والكَسْرةُ في نحو "قُمْتِ" والنون في "فَعَلْنَ".

وثلاث في الأدَوَات: "التاءُ في "رُبَّة" و "ثمَّة" و "لاتَ"، والتَّاء في "هَيْهَات" والهاءُ والأَلِفُ في نحو "إِنَّها هِنْدٌ".

وأشْهَرُ عَلامَاتِ التَّأْنيث في الأسماء: التَّاءُ وأَلِفُ التَّأْنيث، ولكلٍّ بحثٌ مستقل.

(=في حَرْفهما) .

-٥ أسماء الأجناس:

كلُّ أسْماءِ الأجْناسِ يَجوزُ فيها التذكيرُ حَمْلاً على الجِنْس، والتَّأْنيث حَمْلاً على الجَمَاعة نحو {أعْجاز نَخْلٍ خاوِية} (الآية "٧" من سورة الحاقة "٦٩") و {أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِر} (الآية "٢٠" من سورة القمر "٥٤") .

-٦ اسم الجمع:

كلُّ اسمِ جمْعٍ لآدَميّ فإنه يُذكَّر ويُؤَنَّث كـ "القَوْم" كما في قوله تعالى: {وكَذَّبَ به قَومُك} (الآية "٦٦" من سورة الأنعام "٦") وقوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ} (الآية "١٠٥" من سورة الشعراء "٢٦") .

وأمَّا لِغَير الآدَمِيِّ فلازِمُ التَّأْنيث نحو "الإِبِل" و "الخَيْل" و "الغَنَم" وكذا اسْمُ الجِنْس الجَمْعِي.

(=في حرفه) .

-٧ تَأْنيث الجُمُوع:

كُلُّ جَمْعٍ مُؤَنَّثٌ ويَصِحُّ تَذْكيرُه، إلاَّ ما كانَ بالواوِ والنُّونِ فِيمَنْ يَعقِل فَيَجِبُ تَذْكيرُه، تقول: "جاءَ الرجالُ والنساء" و "جاءتِ الرِّجالُ والنساء" و "حضَر المُعَلِّمون".

-٨ تأنيث الأعضاء وتذكيرها:

كُل عَضْوٍ بإزَائِهِ عُضْوٌ من أعْضاءِ الإنسان فهو مُؤَنَّث، الخَدُّ والجَنْبُ، والحاجِبُ، والعَضُد، - وبنو تَميم يُذَكِّرونَه، وأهلُ تِهامَة يُؤَنِّثونه - وكلُّ عضْوٍ فَرْد مِنَ الأَعْضاء فَهو مُذكَّر، إلاَّ الكَبِد، والكَرِش، والطِّحَال. وكُلُّ عُضْوٍ في الإنسان أَوَّلُ اسْمِه كافٌ فهو مؤنَّث نحو "كَتف وكَعْب".

-٩ تَأْنيثُ الأسْنان أو تَذْكيرها:

الأسْنانُ كلُّها مُؤَنَّثَةٌ إلاَّ الأَضْراس والأَنْياب.

-١٠ تذكير الظُّروف وتأنيثها:

الظُّروف كلُّها مُذَكَّرة إلاَّ "قُدَّام" و "وراء" فإنَّهما شاذَّان.

-١١ حكم اجْتِماع المُذَكَّرِ والمُؤَنَّث:

إذا اجتَمَع المُذَكَّر والمُؤَنَّثُ غُلِّبَ حكمُ المُذَكَّر إلاَّ في موْضعَين:

(أحدهما) "ضَبُعان" تَثْنية "ضَبُع" وهي مَخْتَصَّةٌ بالإناثِ، فَأُجْرِيَتِ التَّثْنِيَةُ على لفظِ المُؤَنَّث لا على لَفْظِ المُذَكَّر.

(الثاني) التَّاريخ، فإنَّه باللَّيالي دونَ الأَيَّام مُرَاعاةً للأَسْبق.

وتغليبُ المُذَكَّر على المُؤَّنث إنَّما يكون: بالتَّثْنية، والجمْع، وفي عَوْد الضميرِ وفي الوَصْف، وفي العَدَد.

-١٢ تَأْنيثُ "فَعِيل" وتَذْكيرُه:

إذا كان "فَعِيلٌ" بمعنى فاعِل لَحِقَتْه تاءُ التَّأْنيث، مثلُ "قَدِير" و "قدِيرَة" و "كرِيم" و "كرِيمة".

وإذا كان "فَعيل" بمعنى "مَفْعُول" يجبُ تذكيره نحو "عَينٌ كَحِيل" و "كفٌّ خَضِيب" وإذا أُفْرِدَت الصِفَة في هَذا الباب أُدْخِلَت تاءُ التَّأْنيث، ليُعلم أَنَّها صِفةٌ لِمُؤَنَّثٍ نحو "رأيْنا جَريحَةً".

-١٣ تَسْمية المذكر بما فيه ألِفُ التأنيث المَمْدودَة والمقصورة:

فَإنْ سَمَّيْتَ رَجُلاً بِشَيءٍ فيه ألفُ التَّأنيث المَمدودَة فأردتَ جمعَه بالواو والنون قلت في حَمْراء - اسمِ رجل - إذا جَمَعْتَه "حَمْرَاوُون" و "صفْرَاوُون" وما كان مثل "حُبْلى وسَكْرَى" و "حبْلَوْن" و "سكْرَوْن".

-١٤ ما يَستوي فيه المذكر والمؤنث:

(=تاء التأنيث) .

-١٥ تَبين بعض الأسماءِ في التذكير أو التأنيث:

حُروف الهجاءِ تذكَّر وتؤنَّث.

الإبل: مُؤَنَّثة.

أَتان: مُؤَنَّثة.

إنسان: يقَعُ للمذكَّر والمُؤَنَّث.

بَعير: يَقَع للمذكر والمؤنث.

حَرْب: مُؤَنَّثة.

دار: مُؤَنَّثة.

ذرَاع: مُؤَنَّثة.

رَباب: مُذَكَّر.

رَبْعَة: يَقع للمذكَّر والمؤنَّث على لَفظٍ واحِدٍ.

سَحَاب: مذكر.

الشَاء: أصْلُه التأنيث وإنْ وقع على مذكر.

الشَّخْص: مُذكَّر.

شَمال: مُؤَنَّثة.

شَمْس: مُؤَنَّثة.

صَناع: مُؤَنَّثة.

عُقاب: مُؤَنَّثة.

عَقْرب: مُؤَنَّثة.

عَناق: مُؤَنَّثة.

عَنْكَبوت: مُؤَنَّثة.

العَيْن: مُؤَنَّثة.

الغَنَم: مُؤَنَّثة.

الفَرَس: يقع على المُذكَّر والمؤنَّث.

قِدْر: مُؤَنَّثة.

قَفا: يُذكَّر ويُؤنث.

كُرَاع: مُؤَنَّثة.

اللِّسان: يُذكَّر ويُؤنًّث.

بعْل: تذكَّر وتؤنَّث.

النَّفْس: يُذكَّر ويؤنَّث وتصغيرها نُفَيْسَة، وهي في القرآن مؤنَّثة.

الرُّوح: الأكثر تذكيرُه، وقد يؤنث وعند ابن الأعرابي: مذكر فقط.

النار: مُؤَنَّثة، وتُذَكَّر قَليلاً.

نابٌ: مُؤَنَّثة.

<<  <  ج: ص:  >  >>