للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التَحْذير:

-١ تَعْرِيفُه:

هُوَ تَنْبِيهُ المُخاطَبِ على أمرٍ مَكْروهٍ لِيَجْتَنِبَهُ.

-٢ قِسْماه:

(١) ما يَكُونُ بِلَفْظ "إِيَّاكَ" وفَروعِهِ وهذا عامِلُه مَحْذُوفٌ وُجُوباً سَواءٌ أَكانَ مَعْطوفاً عَليه أمْ مَوْصولاً بـ "مِنْ" أو مُتَكرِّراً نحو "إِيَّاكَ والتَّواني" (أصله: احذر تلاقي نفسك والتواني، فحذف الفعل وفاعله، ثم المضاف الأول، وهو "تلاقي" وأنيب عنه "نفسك"، ثم حذف المضاف الثاني، وهو نفس وأنيب عنه الكاف فانتصب وانفصل) . ونحو "إيَّاكَ مِنَ التواني" (أصله: باعد نفسك من التواني، حذف الفعل والفاعل والمضاف، فانتصب الضمير وانفصل) .

وأمَّا نحو قوله:

فَإيَّاكَ إيَّاكَ المِرَاءَ فإنَّهُ ... إلى الشَّرِّ دَعَّاءٌ وللشَّرِّ جالِبُ

فعلى تَقْدير "مِنْ" مَحْذوفَة للضَّرورَة. أيْ "مِنَ المِراءِ" ويَجوزَ في هَذا أنْ تَقولَ: "إيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذا" لصَلاحِيَّتِهِ لِتَقْدير "مِن" (وخالف في الجواز: الجواليقي في شرح أدب الكاتب انظر (إياك وأن تفعل)) . ولا تَكونُ "إيَّا" في هذا الباب لِمتكلِّم، وشَذَّ قَوْلُ عمر (رض) "لِتُذَكِّ لكُم الأسَلُ والرِّماحُ والسِّهام، و "أيَّايَ" وأَنْ يَحذِفَ أَحَدُكُمْ الأَرْنَبَ".

ولا تكونُ لَغائِبٍ، وشَذَّ قولُ بعض العرب "إذا بَلَعَ الرجُلُ السِّتِّينَ فإيَّاهُ وإيَّا الشَّوابّ".

(٢) أن يُذْكَر "المُحَذَّرُ" بغيرِ لَفْظ "إيَّا" أو يَقتَصِرَ على ذِكْر "المُحذَّرِ منه" وإنَّما يَجِبُ الحَذْفُ إنْ كَرَّرْتَ أَوْ عَطَفْتَ، فالأول نحو "نَفْسَكَ نَفْسَكَ" و "الأسَدَ الأَسَدَ" والثاني نحو: {ناقَةَ اللَّهِ وسُقْياها} (الآية "١٣" من سورة الشمس "٩١") . وفي غيرِ ذلِكَ يجوزُ إظهارُ العامِلِ كقولِ جرير يهجو عُمَرَ بنَ لَجَأ التميمي:

خلِّ الطريقَ لِمَنْ بَيْني المَنارِ به ... وابْرُزْ بِبَرْزَةَ حَيْثُ اضْطَّرَكَ القَدَرُ (المنار: حدودُ الأرض، البَرْزَة: الأرضُ الواسِعة، وباءُ "ببرزة" بمعنى في، المعنى: اترك سبيل الهُدى لِمَنْ يطْلُبه، وابرز مِنْه إلى طَرِيق الضلال إذا اضْطَّرك القَدَر)

<<  <  ج: ص:  >  >>