التَّصْغير:
-١ تعريفُهُ:
تَغْييرٌ مَخْصوصٌ في بُنْيَةِ الكَلِمَةِ.
-٢ فَوائِدُهُ سِتٌّ:
(١) تَقْليلُ ذَاتِ الشَّيْء نحو "كُلَيْبٌ".
(٢) تَحْقيرُ شأْنِهِ نَحْو "رُجَيْل".
(٣) تَقْليلُ كَمِّيَّتِهِ نَحو "دُرَيْهِمات".
(٤) تَقْرِيبُ زَمانِهِ نَحو "قُبَيْلَ العَصْرِ" و "بعَيْدَ الظُّهْرِ".
(٥) تَقْرِيبُ مَسافَتِهِ نَحو "فُوَيْقَ المِيلِ" و "تحَيْتَ البريد".
(٦) تَقْرِيب مَنْزِلَتِهِ نَحْو "أُخَيَّ" وزادَ بعضُهُم على ذلِكَ: التَّعْظيم نَحْو "دُوَيْهِيَة"، والتَّحَبُّب نَحْو "بُنَيَّة".
-٣ شُرُوطُه:
شُرُوطُهُ أَرْبَعَة:
(أحَدُها) أَنْ يَكونَ اسْماً فَلاَ يُصَغَّر الفِعْلُ وَلاَ الحَرْفُ، وَشَذَّ تَصْغير فِعْلِ التَّعَجُّب تَحو "ما أُحَيْسِنَهُ".
(الثاني) أَلاَّ يَكونَ مُتَوَغِّلاً في شَبَه الحَرْفِ، فَلا تُصَغَّر المُضْمَرَات وَلا "مَنْ وَكَيْفَ" وَنَحْوهما.
(الثالث) أَنْ مَكونَ خالياً مِن صِيَغ التَّصْغير وشِبْهِها، فلا يُصَغَّرُ نحو "كُمَيْت" لأَنَّهُ على صِيغَةِ التَّصْغير.
(الرابع) أَنْ يَكونَ قَابِلاً لِصيغَة التَّصْغير، فلا تُصَغَّرُ الأَسْماءُ المُعَظَّمَة كـ "أَسْماءِالله وَأَنْبِيائِهِ وَمَلائِكَتِهِ" وَلا "جَمْعُ الكُثْرَة" و "كلّ وَبَعض" وَلا "أَسْماء الشُّهور" و "الأُسْبوع" و "المَحْكي" و "غيْر" و "سوَى" و "البارِحَة" و "الغَد" و "الأَسْماءُ العامَلَة".
-٤ أَبْنِيَتُهُ:
أَبْنيتُهُ ثَلاثَةٌ:
(١) "فُعَيْل".
(٢) "فُعَيْعِل".
(٣) "فُعَيْعيل" (الوزن بهذه الصيغ اصطلاح خاص بهذا الباب قصد به حصر الأقسام وليس جارياً على اصطلاح التصريف فإن أحيمراً ومكيرماً وسفيرجاً وزنها التصريفي "أفيعل ومفيعل وفعيلل" وكلها في التصغير "فعيعل") .
وَذَلِكَ أَنَّهُ لا بدَّ في كُلِّ تَصْغير مِنْ ثَلاثَةِ أعْمال: ضَمُّ الحَرْفِ الأَوَّل، وفَتْح الثَّني واجْتِلابُ ياءٍ ثالِثَة.
أمَّا الأَوَّل وَهُوَ فُعَيْل، إنَّما هُوَ في الكَلامِ على أَدْنى التَّصْغير، وَلا يَكونُ مُصَغَّرٌ على أَقَلَّ مِنْ فُعَيْل، وَذلِكَ نَحْو: "رُجَيْلٍ" تَصْغيرُ رَجُل، وَنَحو "قُيَيْسٍ" تَصْغير قَيْس، و "جمَيْلِ" تَصْغير جَمَل، و "جبَيْلٍ" تَصْغير جَبَل، وَكَذلِكَ جَميع ما كانَ على ثَلاثَةِ أَحْرُف.
وَأَمَّا الثَّاني وَهُوَ فُعَيْعِلٌ فَإِنَّهُ مِمَّا يَكون على أَرْبَعَةِ أَحْرُفٍ وَذَلِكَ نَحو "جُعَيْفِر" تَصْغير جَعْفَر، و "مطَيْرِف" تَصْغير طَرِيف، و "سبَيْطِر" تَصْغير سِبَطر (السِّبَطر كهِزَبْر: الماضي الشهم) ، و "غلَيِّمٍ" تَصْغير غُلام.
وَأَمَّا الثَّالِث وَهُوَ فُعَيْعيل فَإِنَّهُ مِمَّا يَكونُ على خَمْسَةِ أَحْرُفٍ وَكانَ الرَّابع مِنْهُ وَاواً أَوْ أَلِفاً، أَوْ ياءً، وَذَلِكَ في نحو "مُصَيْبِيحٍ" تَصْغير مِصْباح، و "قنَيْدِيل" تَصْغير قَنْدِيل، وَفي "كُرَيْدِيس" تَصْغير كَرْدُوس (الكردوس: القطعة العظيمة من الخيل) وَفي "قُرَيُبِيس" تَصْغير: قَرَبُوسٍ (القربوس: حنو السرج وهما قَربُوسان) . والتَّصْغيرُ مِمَّا كانَ على خَمْسَةِ أَحْرُف مِمَّا ليْس فيهِ وَاوٌ أَوْ أَلِفٌ أَوْ ياء. فنحو "سُفَيْرِجٍ" تَصْغير سَفَرْجَل، و "فرَيْزَدٍ" تَصْغير فَرَزْدَق، و "شمَيْرَدٍ" تَصْغير شَمَرْدَل (الشَّمَردل من الإبل: القوي السريع) ، و "قبَيْعِث" تَثْغير قَبَعْثَرَى (القبعثري: الجمل الضخم) . يَقُول سيبويه: وَإِنْ شِئْتَ أَلْحَقْتَ في كُلِّ اسْمٍ مِنْها ياءً قَبْلَ آخِرِ حُرُوفِهِ حَرْفاً عِوَضاً نحو "سُفَيرِيج" بَدَلُ سُفَيْرج وَهَكَذا.
-٥ المُسْتَثْنى مِنْ كَسْرِ ما بَعْدَ الياءِ:
تَقَدَّمَ أَنَّهُ يَجِبُ كَسْرُ ما بَعْدَ يَاء النَسَبْ مِمَّا تَجاوَزَ ثَلاثَةَ الأحْرُف، وَيُسْتَثْنى مِنْ هَذِهِ القاعِدَةِ أَرْبَعُ مَسائِل يُفْتَحُ فيها ما بَعْدَ ياءِ النَسَب.
(إِحْداهما) ما قَبْلَ عَلامَةِ التَّأْنيث سَوَاءٌ اَكانَتْ تاءً أَمْ أَلِفاً كـ "شَجَرَة" و "حبْلى" فَتَقول في تَصْغيرهما "شُجَيْرَة" و "حبَيْلى".
(الثَّانِيَة) ما قَبْلَ أَلِفِ التَّأْنيث المَمْدودَة كـ "حَمْرَاء" تَقول في تَصْغيرِها "حُمَيْرَاء".
(الثَّالِثَة) ما قَبْلَ أَفْعال، كـ "أَجْمال" و "أفْرَاس" فَتَقول في التَّصْغير "أُجَيْمال" و "أفَيْرَاس".
(الرَّابِعَة) ما قَبْلَ أَلِف فَعْلان كـ "سَكْرَان" و "عثْمان" فَتَقول: "سُكَيْرَان" و "عثَيْمان".
-٦ تَصْغير المُضاعَف:
وَذَلِكَ قَوْلُكَ في مُدُقٍّ (المُدُق: ما يدق به) : مُدَيْقٌّ، وَفي أَصَمَّ: أَصَيِّمٌ، وَلا تُغَير الإدْغام عَنْ حالِهِ كَما أَنَّكَ إِذْ كَسَّرْتَ مُدُقّاً لِلْجَمع قُلْتَ: مَدَاقُّ وَلَو كَسَّرت (أي جمعتها جمع تكسير) أَصَمَّ لَقُلْتَ أَصَامٌّ، فَإِنَّما أَجْرَيْتَ التَّصغيرَ على ذَلِكَ.
-٧ تَصغير ما كانَ على ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ وَلَحِقَتْه الزِّيادَةُ لِلْتَّأْنيث فَصارَ أَرْبَعَةً وَذَلِكَ نحو "حُبْلى" و "بشْرى" و "أخْرى" تَقول في تَصْغيرها: "حُبَيْلى، وَبُشَيْرَى، وَأُخَيْرَى". وَذَلِكَ أَنَّ هَذِه الأَلِفَ لَمَّا كانَتْ أَلِفَ تَأْنيث لمْ يَكْسِرُوا الحَرْف بَعْدَ ياءِ التَّصْغير، وَجَعَلوها هُنا بِمَنْزِلَة هاءِ التَّأْنيث وَذَلِكَ قَوْلُكَ في طَلْحَة: طُلَيْحَة.
وَإِنْ جاءَتْ هَذِهِ الأَلِفُ لِغَيْرِ التَّأْنيث كَسَرتَ الحَرْفَ بَعْدَ ياء التّصْغير وّذَلِكَ في نحو "مِعْزَى" تَقول في تَصغيرها: مُعَيْزٍ، وَفي "أَرْطى" (الأَرْطى: شجر) : أُرَيْطٍ.
وَإِنْ كانَتْ هَذِهِ الأَلِفُ خامِسَةً فَصاعِداَ فَكانَتْ لِلْتَّأْنيث أَوْ لِغَيْرِه حُذِفَتْ وَذَلِكَ قَوْلُكَ في: "قَرْقَرى: قُرَيْقِر" و "حبَرْكَى: حُبَيْرَك".
-٨ تَصْغير ما فيهِ "أَلِف وَنون" زَائِدَتان:
القاعِدَة في تَصْغير ما فيهِ "اَلِف وَنون" زَائِدَتان: أَن الأَلِفَ لا تُقْلَبُ ياءً فيما يَأْتي:
(١) في الصِّفاتِ مُطْلَقاً سَوَاءٌ أَكانَ مُؤَنَّثُها خالِيَاً مِنَ التَّاءِ وَهُوَ الأَصْل أَمْ بِالتَّاء فَالأُولى نحو "سَكْرَان" و "جوْعان". فَإِنَّ مُؤنثهما "سَكْرَى، وَجَوْعى". والثَّانية نحو "عُرْيان" و "ندْمان". وَصَمْيان "لِلْشُّجاع" وَقَطْوان "لِلْبَطِيء". فَإِنَّ مُؤَنَّثها: عُرْيانَة، ونَدْمانة، وَصَمْيانَة، وَقَطْوَانَة.
تَقولُ في تَصْغيرها "سُكَيران" و "جوَيْعان" و "عرَيَّان" و "ندَيْمان" و "صمَيَّان" و "قطَيَّان".
(٢) في الأعْلامِ المُرْتَجِلَة نحو "عُثْمان" و "عمْران" و "سعْدان" و "غطَفان" و "سلْمان" و "مرْوان" تَقولُ في تَصْغيرها "عُثَيْمان" (أما "عثمان" الذيهو اسم جنس لفرخ الحبارى، فتصغيره: عثيمين) و "عمَيْران" و "سعَيْدَان" (أما "سَعْدان" لنبت ذي شوك من مراعي الإبل الجيدة، فتصغيره: سعيدين) . و "غطَيْفان" و "سلَيْمان" و "مرَيَّان".
(٣) أَنْ تَكونَ الأَلِفُ رَابِعَةً في اسْمِ جِنسٍ، لَيْسَ على وَزْن مَن الأَوْزَانِ الآتِيَة: "فَعْلان، فُعْلان، فِعْلان". كـ "ظَرِبان" و "سبُعان" يُقالُ في تَصْغيرهما: "ظُرَيْبان وَسُبَيْعان".
(٤) أَنْ تَكونَ الأَلِفُ خامِسَةً في اسْمِ جِنْسِ، أَوْ في حُكْمِ الخَامِسَة (وذلك بحذف بعض الأحرف التي قبلها) ، نَحْو "زَعْفَران" و "عقْرُبان" (ذكر العقارب) . و "أفْعُوَان" (ذكر الأفاعي وهي الحيات) و "صلِّيان" (صليان: نبت) و "عبَوْثَران" (نبات خبيث الرائحة) تَقولُ في تَصْغيرها: "زُعَيْفَران" و "عقَيْرَبان" و "أفَيْعِيان" و "صلَيْلِيَان" و "عبَيْثِرَان". فإِنْ زَادَتْ على ذَلِكَ حُذِفَتْ نَحْو "قَرْعَبْلانَة" (اسم لدويبة عظيمة البطن) . تَقولُ في تَصْغيرها "قُرَيْعِبَة".
وَتَقْلِبُ ياءً لِكَسْرِ ما بَعدَ ياءِ التَّصْغير أَلِفٌ إِذا كانَتْ رَابِعَةً في اسْمِ جِنْسٍ على وَزْنِ "فَعَلان أَوْ فُعْلان أَوْ فِعْلان" كـ "حَوْمان" و "سلْطان" و "سرْحان" تَقولُ في تَصْغيرها "حُوَيْمِين" و "سلَيْطِين" و "سرَيْحِين" تَشْبيهاً لَها "بِزِلْزَالٍ وَقِرْطاسٍ وَسِرْبالٍ". إَذْ يُقالُ في تَصْغيرها: " ُزلَيْزِيل، وَقُرَيْطِيسَ، وَسُرَيْبِيل".
وَأَمَّا العَلَمُ المَنْقُولُ فَحُكْمُه حُكْمُ ما نُقِلَ عَنْهُ، فَإِنْ نُقِلَ عَنْ صِفَةٍ فَحُكْمُهُ حُكْمُ الصِّفَةِ، وَإَنْ نُقِلَ عَنْ اسْمِ جِنْسٍ فَحُكْمُهُ حُكْمُ اسْمِ الجِنْس، تَقولُ في "سُلْطان" و "سكْران" عَلَمَيْن "سُلَيْطين" و "سكَيْرين".
-٩ ما يُسْتَثنى مِنَ الحَذْفِ:
يُسْتَثنى مِنَ الحَذْفِ لِيتوصَّلَ إلى مِثالَيْ "فُعَيْعِل وَفُعَيْعيل" سَبع مَسائِل (أي إن هذه المسائل السبع لا ينظر إلى الزيادة فيها بل تصغَّر كأن بم تكن) :
(١) أَلِفُ التَّأْنيثِ المَمْدودَة كـ "حَمْرَاء" و "قرْفُصَاء" تَقولُ في تَصْغيرهما: "حُمَيْرَاء" و "قرَيْفِصاء".
(٢) تاءُ التَّأْنيث نحو "حَنْظَلَة" وتصغيرها: "حُنَيْظِلَة".
(٣) ياءُ النَّسَب نحو: "عَبْقَريّ" وتصغيرها: "عُبَيْقِرِيّ".
(٤) عَجُزُ المضافِ (وهو المضاف إليه في المركب الإضافي "عبد الله" فالتصغير يكون المضاف فقط) نحو "عبد شمس" وتصغيرها "عبيد شمس".
(٥) عَجُزُ المركبِ (وهو الكلمة الثانية من هذا المركب فهي أيضاً لا يطرأ عليها تغيير والتغيير يتعلق بالكلمة الأولى كما هو واضح) تركيبَ مَزْج نحو: "بَعْلَبَكَّ" وتصغيرها "بُعَيْلَبَكَّ".
(٦) عَلامَةُ التَّثْنِيَةِ نحو "مُسْلِمَيْن" وَتَصْغيرها "مُسَيْلِمَيْن" وَكذا "مُسَيْلِمان".
(٧) علامة جمع التَّصحيح نحو: "مُسْلِمين" وتصغيرها "مُسَيْلِمين" وكذا "مُسَيْلِمون".
-١٠ حكم ثاني المُصَغَّر إذا كانَ لَيِّناً:
ثاني الاسْمِ المُصَغَّر يُرَدُّ إِلى أَصْلِه إذا كانَ لَيِّناً مُنْقَلِباً عَنْ غيرِه، لأنَّ التَّصْغِيرَ يَرُدُّ الأَشْياءَ إلى أُصولها، وَيشملُ ذَلِكَ: ما أَصلُه وَاوٌ فَانْقَلَبَتْ "يَاءً" نحو "قِيمة" فَتقُول في تصْغِيرها "قُوَيْمَة" أو انْقَلَبَت "ألفا" نحو: "باب" فتَقول فيه "بُوَيْب".
وما أصلُه يَاءٌ فانْقَلبت وَاواً ألفاً نحو "ناب" تقول في تصغيرها "نُيَيْب".
وَأصْلُه هَمْزةً فانْقَلَبَت ياءً نحو "ذِئْب" فَتَقول في تَصْغِيرها "ذؤَيب".
وما أصله حَرْفٌ صحيحٌ غَيْر همزة نحو "دِينار" و "قِيرَاط" فإن أصْلَهما "دِنَّار"
و"قِرَّاط" والياء فيهما بدل من أول المِثْلَيْن فتقول في تصغيرهما "دُنَيْنِير" و "قُرَيْرِيْط".
وإذا كانَ ثانيه تاءٌ أصْلِيَّة تَثْبُتُ في التَّصغير وَذَلِكَ نحو "بَيْتٍ وَشَيْخٍ وَسَيِّدٍ"فَأَحْسَنُهُ أَنْ تَقول: "شُيَيْخ، وسُيَيْدٌ، وبُيَيْتٌ" لأِنَّ التَّصْغير يَضُم أَوَائِل الأَسْماءِ وَهُو لازِمٌ له كما أَنَّ الياءَ لازِمَةٌ له.
وَمِن العَرَبِ من يقولُ: شِيَيْخٌ وَبِيَيْتٌ وَسِيَيْدٌ كراهة الياء بعد الضمة. فخرج ما لَيْسَ بِلَيِّن نحو "مُتَعدِّ" تقول في تصغيرها "مُتَيْعِدٍ" بدون رد. وإذا كانَ حَرْفُ لِينٍ مُبدَلاً مِنْ هَمْزَةٍ تَلي همزةً، كألف "آدَم" ففيه تُقْلَبُ وَاواً تقولُ في تصغيرها "أُوَيْدِمِ" كَالأَلِفِ الزَّائِدَة في نحو "شارِب" تقول "شُوَيْرِب" وشَذَّ في "عِيد" "عُيَيْد" وقِياسُه: عُوَيْد لأَنَّهُ مِنْ عادَ يعودُ، فلمْ يَرُدُّوا الياء لِئَلا يَلْتَبِسَ بتصغير "عُود" واحِدِ الأعواد.
-١١ تَصْغير المقلوب:
إذا صُغِّرَ اسْمٌ مَقْلوبٌ صُغِّرَ على لفظِهِ لا على أَصْلِه لِعَدَمِ الحاجَةِ نحو "جَاه" من الوَجاهة، تقول في تَصغيره "جُوَيْه" لا وُجَيْه.
-١٢ تَصْغير ما حُذِفَ أحَدُ أُصوله:
إذا صُغِّرَ ما حُذِفَ أَحدُ أصولِه فإِنْ بقي على ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ كـ "شاك" و "هار". الهار) و "ميْت" بالتَّخْفِيف لم يُرَدَّ إليه شَيء فتقول "شُوَيْك" و "هوَير" و "ميَيْت".
ووَجَب رَدُّ المَحذُوفِ إنْ بَقِيَ على حَرْفَين فالمحْذوفُ الفاء نحو "كُلْ وخُذْ وعِدْ" والعين نحو "رَه" بشَرْط أنْ تكون كلُّها أعْلاماً، تقول: "أُكَيْلٌ وأُخَيْذٌ وَوُعَيْد" بِرَدِّ الفاءِ و "منَيْذ وقُوَيْل وبُبَيْع" بِرد العين، و "يدَيَّةٌ ودُمَيّ" برد اللام و "وقَيّ ووُشَيّ" برد الفاء واللام و "روَي" برد العين واللام ليمكن بناءُ فُعَيل.
وَإِذا سُمِّي بِما وُضِعَ ثُنائِيَّاً فإن كان ثانيه صَحيحاً نحو "هَلْ وَبَلْ" لم يَزِدْ عليه شيءٌ حتى يُصَغَّر، وعِنْدَئِذٍ يَجبُ أن يُضَعَّف أو يُزادَ عليه "ياء" فَيُقال: "هُلَيْل" أو "هُلَيْ" و "بلَيْل" أو "بلَيّ".
وإن كان مُعتَلاًّ وجَبَ التَّضْعيفُ قَبلَ التَّصْغير فيقال: "لَوٌّ وكيٌّ وماءٌ". أعلاماً، وذلك لأنك زِدْاَ على الأَلِف أَلِفاً فالتَقى أَلِفانِ، فأُبدِلتِ الثانيةُ همزةً، فإذا صُغِّرتْ أُعْطِيَتْ حكم "دَوٍّ (الدَّوّ: البادِية) وحَيٍّ (الحي: القبيلة) " فتقول: "لُوَيّ وَكُيَيّ ومُوَيّ" كما تقول "دُوَيّ وحُيَيّ ومُوَيَّة (في الماء المشروب) " إلاّ أنَّ "مُويَّه" لامه هاءٌ فَرُدَّ إليها.
(يتبع ... )