للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجمعُ بأَلف وتاءٍ مزيدتين:

-١ هذا الجمعُ هُو الذي يُسميه أكثرُ النُّحاة "جمعَ المؤنَّثِ السَّالم" وسَمَّاه ابنُ هِشام: "الجمعُ بألِفٍ وتاءٍ مَزيدَتَيْنِ" ليَشْملَ ما جُمِعَ هذا الجمعَ منْ مُؤنَّثٍ ومُذكَّرٍ وما سَلِمَ فيه المُفْرد، وما تَغَيَّر.

-٢ المُطَّردُ في هذا الجَمْع:

(١) أَعلامُ الإناث من غَيْرِ تاءٍ كـ "سُعَادَ" و "مرْيَم" (إلاَّ بابَ "حَذَامِ" عند من بناه) و "هندٍ" (وتُجمع أيضاً على "هِنَد") .

(٢) وما خُتِمَ بالتَّاءِ (يستثنى "امرأة وشاة وأمة وقُلة" لعبة للصبيان، وأمَّة، وشفة وملة، لعدم السماع) كـ "صَفِيَّة" و "جميلة".

(٣) وما خُتِمَ بأَلِفِ التَّأْنِيثِ المَقْصُورَة أو المَمْدُودَة كـ "سَلْمى" و "صحْراء" (يستثنى فعلاء وفعلى مؤنثي أفعل وفعلان كـ "حمراء" و "غضبى". فلا يجمعان، كما لا يجمع مذكرهما جمع مذكر سالماً) .

(٤) ومُصَغَّرُ غيرِ العاقل كـ "جُبَيل" و "جزَيء" تَقُول فيهما: جُبَيْلات وجُزَيْئات.

(٥) وَصْفُ إيرِ العَاقل كـ "شَامِخ" وصفُ جَبَل، جمعهُ شَامِخات ومَعْدُودُ وصْفِ يومٍ مثل: {أَيَّاماً مَعْدُودَات} (الآية "١٨٤" من سورة البقرة "٢") .

(٦) كل خماسيٍّ لم يُسمَعْ له جَمْع تكسير كـ "سُرادِق" و "أصْطَبْل" و "حمَّام" تقول في جمعها: سُرادِقات، واصْطبلات، وحمَّامات، وما عَدَا ذَلكَ فَهُوَ مَقْصورٌ على السَّمَاع كـ "سَمَوات" و "سجِلاّت" و "أمهات" و "خوْدَات" (جمع خود: وهي الحسنة الخلق)

-٣ إعْرابُ المُطَّرِدِ من هذا الجَمْع:

يُعْرَبُ هذا الجمعُ بالضمةِ رَفعاً و "بالكسرةِ" نَصْباً وجَرّاً نحو: "هَذه السَّمَوَاتُ" وخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ" و "نظَرْتُ إلى السَّمَوَاتِ" هذا هو الأصلُ والغالبُ (ورُبَّما نصل بالفتحة إن كان محذوف اللام ولم تُرَدَّ إليه في الجمع كـ "سمعت لُغَاتَهم" بفتح التاء، حكاه الكسائي "ورأيت بَنَاتَك" حكاه ابن سِيده، فإنْ رُدَّتْ اللام في الجَمْع كـ "سَنَوات" نُصِب بالكَسْرة اتِّفَاقاً نحو: "اعْتَكفت سَنَواتٍ") ، وهذا الإعرابُ فيما كانتْ الألفُ والتاءُ فيه زائدتين، كما هو أساس هذا الجمع.

فإنْ كانتْ التَّاءُ أصليَّةً والألفُ زائدةً كـ "أَبْيَات" جمع "بَيْت" و "أموات" جَمْعُ مَيْت، أو كانت الألفُ أصليَّةً والتَّاءُ زائدةً كـ "قُضاة" جمع قاضٍ و "غزاة" جمع غَازٍ فالنَّصبُ بالفتحة على الأصل نحو: "وَلَّيتُ قضاةً" و "جهَّزْتُ غُزاةً".

-٤ كيفَ يُجمَعُ الاسم بألف وتاء:

يَسْلَمُ في هذا الجمع ما سَلِمَ في التَّثْنِية (انظر المثنى) . فتقول: في جمع "هِنْد" "هِنْدات" كما تقول: "هِنْدان" إلاَّ ما خُتِمَ "بِتاء التأنيث" فإنَّ تاءَه تُحذَفُ في الجمع المُؤَنث لا في التَّثْنية سَوَاءٌ أكانَتْ زَائِدةً كـ "مُسْلِمة" أمْ بَدَلاً من أصْل كـ "أُختْ" و "بنْت" و "عدَة" تقول في جمعها: "مُسلِمات" و "أخَوَات" و "بنَات" و "عدَات" وجَمْعُ المَقْصورِ والمَمْدُودِ يَتَغَيَّرُ فيه هنا ما تَغَيَّرَ في التثنية تقولُ في جَمْعِ "سُعْدى": "سُعْدَيات" بالياء وفي جمع "صَحْراء": "صَحْرَاوات" بالواو.

وإذا كان ما قبلَ التاءِ حَرْفَ عِلَّةٍ أَجْرَيْتَ عليه بعد حذفِ التَّاءِ ما يَسْتَحقُّه لو كان آخِراً في أصلِ الوَضْعِ فتقولُ في "ظَبْيَة": "ظَبَيَات" و "غزْوة": "غَزَوَات" بسَلامَة اليَاء والواو في نحو "مُصطَفاة وفَتاة": "مُصْطَفَيات وفَتَيَيات" بقلب الألِفِ ياءً، وفي نحو "قَنَاة": "قَنَوات" وفي نحو "قَراءَة": "قِرَاءَات" بالهَمْز لا غير.

-٥ جمع "أَفعل" من الألوان:

إذا سمَّيت امرأةً بـ "أحْمر" أو "أصْفَر" من الألوان، تجمعها بـ "ألفٍ وتاء".

فتقول "أحْمَرَات" و "أصْفَرَات" لا "حُمْر وصُفْر" كما هو أصْل جَمْعها.

-٦ حركةٌ وَسَط الجَمْع:

إذا كان الاسمُ المُرادُ جَمْعُه بالأَلِفِ والتاء ثُلاثيّاً سَاكِنَ العَيْن غير مُعتَلِّها ولا مُدْغَمِها اخْتُتِم بتاءٍ أمْ لا - فإنْ كَانَتْ فَاؤهُ مَفْتُوحَةً لَزِم فَتْحُ عَيْنِهِ نحو: "جَفْنَة ودَعْد" تقولُ في جَمعِها "جَفَناتٍ ودَعَدات" قال تعالى: {كَذَلِكَ يُريهُم الله أَعْمَالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِم} (الآية "١٦٧" من سورة البقرة "٢") وقال العَرجي:

باللَّهِ يا ظَبَيَاتِ القَاعِ قُلْنَ لَنا ... لَيْلايَ مِنْكُنَّ أَمْ لَيْلى من البشر

وإنْ كانَ مضمومَ الفاءِ نحو: "خطْوَةٍ وجُمْلٍ" (جمل: اسم امرأة) أو مَكْسُورَها نحو: "كِسْرة وهِند" جَازَ لنا في عينه الفَتْحُ والإسْكَان مُطْلقاً، والإِتْبَاع لحركةِ الفاءِ بِشَرْط ألاَّ تكونَ فَاءُ الكَلِمَةِ مَضْمُومَةً ولامُها ياءً كـ "دُمْيَة وزُبْيَة" (الزبية: مَصْيَدَةُ الأسَد، وهي حُفْرَة في هَضْبَة أو في قُلَّةِ الجَبَل) فجمعها: "دُمْيَات" و "زبْيَات" ويَمْتَنِعُ ضمُّ الميم والباءِ إتباعاً لضمَّةِ الدَّالِ والزَّاي ولا مَكْسُورَةً وَلاَمُها وَاوٌ ويَمْتَنعُ كَسْرُ الرَّاء، في "ذِرْوَات" والشِّين في "رِشْوات" إتْباعاً لفَائهما.

ويَمْتَنِعُ التَّغيير في عَيْن الجَمْع في خَمْسَةِ أنواع:

(١) في الوَصْف نحو: "ضَخْمَات وعَبْلات" (أمَّا "العَبَلات" بفتح العَين والباء فإنما قصدوا إلى "عَبْلة" وهو اسم) وشذَّ "كَهَلات" بالفَتْح، و "ربْعَة" وجمعُها "رَبَعات" بالفتح أيضاً.

(٢) في الرُّباعي نحو: "زَيْنَبَات وسُعَادَات".

(٣) في المُحَرّك الوَسَط نحو: "شَجَرَات وسَمُرات وَنَمِرَات".

(٤) في المُعْتَلِّ العَيْن نحو: "جَوْزات وَبَيْضَات قال تعالى: {فِي رَوْضَات الجَنَّات} (الآية "٢٢" من سورة الشورى "٤٢") .

(٥) في المُدْغم العَيْن نحو: "حَجَّات".

-٧ جمعُ ما كَان على "فِعْلة":

<<  <  ج: ص:  >  >>