(تابع ... ١) : جَوازِمُ المُضارع: ... ...
-١٣ حَذْفُ مَا عُلِمَ مَنِ الشَّرطِ والجواب: يَجَوزُ حَذْفُ ما عُلِمَ مِن شَرْطٍ إن كانتِ الأداةُ "إنْ " مَقْرُونَةً بـ "لا" كَقَوْلِ الأَحْوص يُخاطِبُ مَطراً:
فطَلَّقْهَا فَلَسْتَ لها بكُفٍء ... وإلاَّ يَعْلُ مَفْرِقَكَ الحُسامُ
أي وإن لا تطلقها. وكذا يُغْني عَنْ جَوَابِ الشَّرط شَرْطٌ ماضٍ قَدْ عُلِمَ نحو: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقَاً في الأرْضِ} (الآية "٣٥" من سورة الأنعام "٦") أي فافعلْ.
ويجبُ حذفُ الجوابِ إن كانَ الدَّالُّ عليهِ مَا تَقَدَّمَ ممَّا هو جَوابق في المعنى نحو: {وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنين} (الآية "١٣٩"من سورة آل عمران "٣") .
-١٤ إذا اجْتَمَعَ شَرْطٌ وقَسَم: إذا اجتَمَعَ شَرْطٌ وقَسَمٌ استُغنيَ بجوابِ المُتَقَدِّمِ منهما عَنْ جَوابِ المتأخر لشدَّة الاعتناء بالمتقَدِّمِ. فمثالُ تَقَدُّمِ الشَّرْطِ"إنْ قَدِمَ عليٌّ واللَّهِ أكْرِمْه" و "أنْ لم يَقْدَم واللَّهِ فَلَنْ أَهتَمَّ به" ومثال تقَدُّمِ القَسَمِ " واللَّهِ إنْ نَجَحَ ابني لأحتَفِلَنَّ" و" اللَّه إنْ لمْ يَأتِ خالدٌ إنَّ أحمدَ لِيَغْضَبُ" ومثله: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرتُمْ إنَّ عَذَابي لَشَديد} (الآية " ٧" من سورة إبراهيم "١٤". وقد تَقدَّمَ كلام سيبويه في هذا المعنى) (=رقم ٧) .
ويُسْتَثْنى من ذلك "الشْرط الامتناعي" كـ "لو" و "لولا" فيجبُ الاسِتغْنَاءُ بجوابه عنْ جَوابِ القَسم كقول عبدِ اللَّهِ بن رَواحة:
وَاللَّهِ لولا اللَّهُ ما اهْتَدَيْنَا ... وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا
-١٥ تَوالي الشَّرْطَينِ: إذا تَوَالى شَرْطانِ دونَ عَطفٍ، فالجَوَابُ لأوَّلِهما، والثَّانِي مُقَيَّدٌ لَه كالتَّقييدِ بالحالِ كقولِهِ:
إن تَسْتِغيثُوا بنا إنْ تُذْعَروا تَجِدوا ... مَنَّا مَعَاقِلَ عِزٍّ زَانَها كَرَمُ
وإن تَوَالَيَا بعَطْفٍ بـ "الواو" فالجوابُ لَهُما مَعاً نحو "أنْ تَكْتُبْ وإنْ تَدْرُسْ تَتَقَدَّمْ" وإنْ تَوَالَيَا بعَطْف بـ " الفاءِ" فالجوابُ للثاني.
والثاني وجَوابُهُ جوابُ الأوَّل نحو" إنْ آتِكَ فَإنْ أُحْسِنْ أَنَلِ الثَّوابَ".
(١) جَيْر بالكسر - حَرْفُ جَوابٍ بمعنى نَعَمْ قال بعض الأَغْفال: قالتْ أرَاكَ هَارِباً للجَوْرِ مِنْ هَدَّة السُّلْطَانِ قُلتُ: جَيْرِ. وقال سيبويه: حَرَّكُوه لالتقاء الساكنين، وإلا فحكمه السكون لأنه كالصوت.
(٢) وجَيْر: بِمَعْنَى اليَمِين، يُقال: جَيْرِ لا أفعلُ كذا وقال ابنُ الأَنْبَاري: جَيْرِ: يُوضَعُ مَوضِعَ اليَمين، وقال الجوهري: قولهم: جَيْرِ لا آتيك بكَسْر الراء يَمينٌ للعَربِ ومعناها: حقاً قال الشاعر:
وقُلْنَ على الفِرْدَوْس أَوَّلَ مَشْربٍ ... أجَلْ جَيْرِ أنْ كَانْت أبِيحتْ دَعَاثِرُهُ (الدعاثر: جمع دُعْثُور: الحوض المُهَدَّم)