يقول سيبويه مُمَثلاً عليه: وذلك قولك "أمَّا سِمَناً فَسمين"و "أمَّا عِلْماً فَعَالِمٌ" انْتَصَب "سِمَناً" و "علْماً" على أنَّ كُلاً مِنْهما مَصْدرٌ نُصِب على الحال وقال الخليلُ رحَمه الله: أنَّه بمَنْزِلة قولك: "أَنْت الرجل عِلْماً ودِيناً" و "أنت الرَّجُل فَهْما وأَدَباً" أي أنتَ الرجلُ في هذه الحال، ولم يَحْسُن في هذا الوَجْه الألِفُ واللاَّمِ، ومن ذلك قولُك:" أمَّا عِلماً فلا عِلَم له" و "أمَّا عِلْماً فلا عِلْم عِنْدَه" و "أمَّا عِلْماً فلا علم" وتضمر "له" لأنَّكَ إنما تَعْنِي رجلاً.
-١٩ كَلِماتٌ في جُمْلة لا تَقَعُ إِلاَّ حَالاً:
وذلكَ قولُك:"مَا شَأْنُكَ قَائِماً " و "ما شَأْنث زَيْدٍ مُسْرِعاً" و "ما لأَخِيكَ مُسَافِراً" ومثله: " هذا عبدُ اللَّهِ قَارِئاً" انْتَصَب قائماً، ومُسْرِعاً، ومُسَافِراً على الحال، وانْتَصَبَ بقَوْلك: ما شَأْنُك كما انْتَصَب قَائِماً في قولك: " هذا عبدُ اللَّهِ قائماً" بما قبله، ومثلُه قولُه سُبْحانه:{فَما لَهُم عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِين} (الآية "٤٩" من سورة المدثر"٧٤") ، ومثل ذلك:" مَنْ ذَا قَائِماً بالباب" فقائماً حال، أي مَنْ ذا الذي هُو قائمٌ بالباب.