للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خَلاَ: لها ثَلاثَةُ أَوْجُه:

(١) أنْ يكُونَ فِعْلاً غيرَ مُتصَرِّفٍ، مُتَعَدِّياً، ناصِباً للمُسْتَثْنى على المَفْعُولِيَّة وفاعِلُهُ ضميرٌ مستترٌ عائِدٌ على مَصدرِ الفعل المُتَقَدِّمِ عَلَيها، فإذا قُلْنا: "حَضَرَ القَوْمُ خلا عليّاً" فالمعنى خَلا حُضورُهُم عليّاً.

(٢) وتصلح أيضاً أن تكونَ حَرْفاً جَارّاً للمُسْتَثْنى فَلَكَ أن تقول "حَضَر القومُ خلا عليٍّ" بالجر ولا تعلُّق لها بما قَبْلها وهيَ مَعَ مَعْمُولِها في مَوْضِع نَثْبٍ بِتَمامِ الكَلامِ (أي إنها مثل ما بعد "إلا" فإنه منصوب ولا تعلق له بالعامل والعامل فيهما معنوي وهو تمام الكلام وكذا سائر الفضلات: أفاده الدسوقي) . وإذا اسْتُثْنِي بها ضَمِيرُ المُتَكَلِّم وقُصِدَ الجَرُّ، لم يُؤتَ بنُونِ الوِقَاية، وإذا قُصِد النَّصْبُ أتي بها، فيقال على الأوَّلِ: خَلاي، وعلى الثاني: خَلاَني.

(٣) أَنْ تَدخُل "ما" المصدَرِيَّة عليها، فتتعَيَّنُ للفِعْلِيَّة، ويجبُ عند ذلك نَصْبُ ما بَعْدَها، ومَوضِعُ "ما خَلا" نَصْبٌ عَلَى الحال فيكونُ التَّقْدير: حضَرُوا خَالِين عن عَليّ، وقيل على الظَّرف والتقدير: وقت خُلُوِّهم عن عليّ وعلى ذلكَ قَولُ الشَّاعر:

أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ ما خَلاَ الله بَاطِلُ ... وكُلُّ نَعِيمٍ لا مَحَالَةَ زَائِلُ

ولها حَسب أحْوالِها أحكامٌ بـ "المُسْتَثْنى" و "الجَارِّ والمَجْرور" (فانظرها فيهما) .

<<  <  ج: ص:  >  >>