(١) تَختَصُّ بالظَّاهِرِ المُطلَقِ ولها أربَعَةُ مَعَان:
الأوَّل: التَّشبِيهُ، وهو الأصلُ نحو:"يُوسُفُ كالبَدرِ".
الثاني: التَّعليل، ولم يُثبته الأكثرون، نحو:{وَاذْ كُرُوهُ كما هَدَاكُمْ} (الآية "١٩٨"من سورة البقرة "٢") وقيد بعضهم جواز التعليل بأن تكون الكاف مَكفُوفَةً بمَا، كحِكَاية سيبويه "كما أنَّه لا يَعلَمُ فَتَجاوز الله عنه".
الثالث: التَّوكِيد، وهي الزَّائِدَةُ نحو:{لَيسَ كمِثلِهِ شيءٌ} (الآية "١١" من سورة الشورى "٤٢") .
الرابع: الاستِعلاء وهو قليل ذكره الأخفش والكوفيون، كقول رؤبة، وقد سئل: شيف أصبَحتَ؟ فقال: كخَيرٍ، أي على خيرٍ، وقيل: هي للتشبيه على حَذْفِ مُضافٍ، أي كَصاحبِ خير وهذا قليل.
وقد تُزَاد "ما" بعد الكَاف فيبقى عَمَلُها قَلِيلاً، وذلك كقولِ عمرو بن برَّاقَةَ الهَمذَاني:
ونَنصُرُ مَوْلانا ونَعلَمُ أنَّهُ ... كما النَّاسِ مَجرُومٌ عليه وجَارِمُ
والأكثَرُ أنْ تَكُفَّهَا"مَا" عَنِ العَملِ.
الخَامِس: الكَافُ التَّعَجُّبِيةَّ كما يقال: ما "رأيتُ كاليَومِ". وفي الحَديث "ما رَأيتُ كاليَوْمِ ولا جِلدَ مُخَبَّأة"(المُخبَّأة: الجارية التي في خِدرها لم تتزوَّج بعدُ، لأنَّ صِيانتها أبلَغُ، ممَّن قد تزوجت كما في اللسان) .
(٢) وقد تُستَعمَلُ الكافُ الجَارَّة اسماً والصحيحُ أنَّ اسمِيَّتها مَخصُوصةٌ بالضَّرُورةِ كما هُو عند سيبويه والمحقِّقين كقولِ العجَّاج:
(النعاج: بقر الوحش "لجم" جمع جَمَّاء وهي التي لا قرن لها، "البَرَد"المطر المنجَمِد، "المنهمِّ" الذائب، فالشاهد فيه: الكاف "كالبرد" اسم بدليل دخول عن عليها) . وأجَازَه كَثيرونَ (منهم الفارسي والأخفش وتَبِعَهُم ابنُ مالك) في الاختِيار.