للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا الحِجَازِيّة: وهي التي تَعمَلَ عَمَلَ لَيسَ قَلِيلاً عِندَ الحِجَازِيّين، ولا تَعملُ عِندَ التَّميمِّيين، وتحتمِلُ أَنْ يُرَا دَ بهَا نفي الوَحدة أو نَفيُ الجِنس.

ويُشتَرط في إعمالها الشروطَ في "ما"الحِجَازِية ("ما" الحجازية) .

ما عَدَا زِيادَةَ "إن" فإنَّها لا تُزَاد بعدَ "لا" أَصلاً. والغَالِبُ في خَبَرِ"لا" أن يَكُون مَحذُوفاً نحو قولِ سعدِ بنِ مالك جَدِّ طَرَفَةَ بنِ العَبد:

مَنَ صَدَّ عَن نِيرَا نِها ... فأنا ابنُ قَيسٍ لابَراحُ ("من صد"من شرطية والضمير في "نيرانها" يرجع إ لى الحرب) .

فـ "براحُ" اسم لا، وخبرها محذوف، والتقدير: لا براحُ لي.

وقد يُذكَرُ الخَبر صَرِيحاً نحو قولِ الشاعر:

تَعَزَّ فلا شيءٌ على الأَرض باقِيا ... ولا وَزَرٌ مما قَضَى اللَّهُ واقِيا

ومن شُرُطِها - عِندَ الأَكثَرِين - أن يَكُونَ المَعوُلان نَكِرَتَين كهذا ومن شُرُوطِها - عِندَ الأََكثرِين - أن يَكُونَ المَعمُولان نَكِرَتَين كهذا البَيت: تَغَزِّ.

وخالَفَ في هذا ابن جني ودليلُه قولُ النابغة:

وحَلَّتْ سَوادَ القَلبِ لا أَنَا بَاغِياً ... سِواها، ولا عَنْ حُبِّها مُتراخِيّاً

وعَليه قولُ المتنبي:

إذا الجُودُ لم يُرزَق خَلاصاً من الأَذى ... فلا الحَمدُ مَكسوباً ولا المالُ بَاقيا

وقد لَحَّنَ المتنبي من زعم أن لا الحجازية لا تعمل إلاّ في نكرة، وقَد تُزَادُ بِقِلّةٍ الباءُ في خبر "لا" كقول سَوَا دَةَ بنِ قَارِب:

وكُنْ لي شَفيعاً يومَ لا ذُو شَفَاعةٍ ... بمُغنٍ فَتِيلاً عَن سَوَادِ بنِ قَا رِب

<<  <  ج: ص:  >  >>