للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألائي: (=الاّتي والاّئي) .

لا أَبَا لـ ك: وإنما ثَبَتَتْ الأَلِفُ مَعَ أَنَّه غيرُ مُضَافٍ في الظَّاهِر لأَنَّ أصلَها - على قَول أبي علي الفارسي - لا أَبَاكَ أي إنّها مُضَافَةٌ واللاَّمُ مُقحَمةٌ. ورُبَّما قالوا "لابَ لك" بحذفِ اللام المُقحَمةِ، وقالوا أيضاً: "لا أبَ لك" وكل ذلك دعاءٌ في المَعنَى لا محالة، وفي اللَّفظ خَبرٌ أي أَنتَ عِندي مِمَّن يَستَحقُّ أن يُدعَى عَلَيه بفَقدِ أبيه، هذا في الأصلِ، ولكنَّهُ خُرِّجَ بعدَ ذلك خُروجَ المَثل، قال الخليل: مَعنَاه: لا كَافِلَ لكَ عَن نفسِك.

وقال الفَرَّاء: هِيَ كَلِمةٌ تَفصِل بها العَربُ كلامَها.

وقد تُذكَر في مَعرِض الذَّم، وفي مَعرِض التَّعَجُّبِ، وفي مَعنى جِدَّ في أَمرِك وشَمِرّ.

وإعرابها: لا: نَافِية للجنس، و "أبَ" اسمها مبني على الفتح، ومتعلَّق "لك" خبرٌ.

قال جرير:

يا تَيمَ تَيمَ عَدِيٍّ لا أَبَا لَكُمُ ... لا يُلفِينَّكُمُ في سَوءَةٍ عُمَرُ

وقال أبو حيَة النُّميري:

أبِالمَوتِ الذي لابُدَّ أنِّي ... مُلاقٍ لا أَبَاكَ تُخَوِّ فِيني

سَمع سليمان بن عبد الملك أعرابياً في سَنَةٍ مُجدِ بَةٍ يقول:

"أنزِلْ عَلينا الغَيثَ لا أبَا لَك".

فحَمَله سُلَيمانُ أحسَنَ مَحمِل، وقال: أشهدُ أن لاأَبَ لَه، ولا صَاحِبةً، ولا ولَداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>