للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لكِن: هي للاستِدْرَاكِ بعدَ النَّفي،

(١) وتكونُ حَرْفَ عَطف بثلاثَةِ شُرُوطٍ إفرا دِ مَعطُوفِها، وأَنْ تُسبَق "بنفيٍ" أو "نَهي" وألاَّ تَقتَرِن بـ "الواو" نحو" ما أَكلتُ لَحماً لكن ثَرِيداً" ونحو "لا يَقُمْ خَا لـ دٌ لكن أحمدُ". ولا يجوزُ أنْ تَدخُلَ بعدَ إيجاب إلاَّ لِتَرْك قِصَّةٍ إلى قِصَّةٍ تَامَّة، نحو قولِك: " جاءَني خَالدٌ لكن عبدُ الله لم يأت".

(٢) وقد تكونُ "لكن" حرفَ ابتداءٍ لمُجَرَّد إفَادَةِ الاستِدراك، وذلك إنْ تَلَتها"جُملةٌ" كقول زهير بن أبي سُلمُى:

إنَّ ابنَ وَرْقَاءَ لا تُخشَى بَوادِرهُ ... لكنْ وَقَائِعهُ في الَحرْبِ تُنتَظُر

ومِن هذَا قولُه تعالى: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبّي} (الآية "٣٨" من سورة الكهف "١٨") أصلُه: لكِنْ أَنا، حُذِفتِ الألفُ فالتقت نُونَان فجاء التَّشديد. أو تَلت "واواً" نحو: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رسُولَ اللَّهِ} (الآية "٤٠" من سورة الأحزاب "٣٣") أيْ ولكِنْ كانَ رسُولَ اللَّهِ. أو سُبِقَتْ "بإ يجَابٍ" نحو "قامَ عليٌّ لكِن محَمّدٌ لم يَقُمْ".

<<  <  ج: ص:  >  >>