للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لامُ الأمر: هي اللاَّمُ الجازِمةُ للمُضارع ومَوضُوعَةٌ للطَلب وَحَرَكَتُها الكَسرُ، (وسُليم تفتحها وهي قبيلة عربِية مشهورة) نحو: {لِيُنفِق ذُو سَعَةٍ} (الآية "٧" من سورة الطلاق"٦٥") وإسكانُها بعدَ الفاءِ والواوِ أكثَرُ مِن تحرِيكها نحو: {فَليَستَجِيبُوا لي وَليُؤْمِنُوا بي} (الآية "١٨٦"من سورة البقرة "٢") وقَدْ تُسَكَّنُ بَعدَ "ثُمَّ" نحو: {ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَتهُمْ} (الآية "٢٩" من سورة الحج "٢٢". التفث: التنظيف من الوسخ، في التفسير: أنه أخذ من الشارب والأظفار إلخ) ونحو: "ثُمَّ ليَقطَعْ فَليَنظُره" (والغريب أنَّ المبرِّد في المقتضب يرى أنَّ إسكان لام الأَمر بعد"ثم" لحنٌ، مع أنَّ من القراء السبعة أربعة قرؤوا بتسكين الام والباقي بتحريكها) .

والفعلُ المَبنيُّ للمَجهُول، لا طريقَ للأمر فيه، إلاَّ بالَّلام، سَواءٌ أكانَ للمُتَكَلِّمِ نحو "لأُعنَ بِحَاجَتِك" أمْ للمُخَاطَب نحو "لتُعنَ بِحَاجَتِي" أمْ للغَائِب نحو "ليُعنَ زَيدٌ بالأَّمر" وجَزْمُهَا المضَارعَ المَبدُوءَ بالهَمزَةِ أو المَبدُوءَ بالنونِ قليلٌ كالحديثِ "قُوموا فَلأُصَلِّ لكُمْ" وقوله تعالى: {ولنَحمِلْ خَطَايَاكُمْ} (الآية "١٢" من سورة العنكبوت "٢٩") وأقَلُّ منه جَزْمُها فِعلَ الفَاعِلِ المخَاطَبِ نحو: {فَبِذَ لِكَ فَلتَفرَحُوا} (الآية "٥٨"من سورة يونس "١٠". والقراءة المشهورة: فليفرحوا بالياء) في قِراءة، وفي الحديث (لِتَأخُذُوا مَصَافَّكُمْ) والأكثَرُ الاستِغنَاءُ عن هذا بفِعل الأمر، نحو "افرَحُوا" و "خذُوا" لأَنَّ أمرَ المخاطَب أكثَرُ فاختِصَارُ الصِّيغَة فيه أوْلى. وقد يَجوزُ حَذفُ لاَمِ الأمرِ بالشِّعر مع بَقَاء عَمِلها، كأنهم شبَّهُوهَا بأن إذا أَعمَلُوها مُضمَرةً، وذلك كقَوْل الشاعر:

مُحمدُ تَفدِ نَفسَك كلُّ نَفسٍ ... إذَا ما خِفتَ من شَيء تَبَالا

(التَّبَال: بمعنى الوَبَال وهو سوء العاقبة) وإنّما أَرَادَ: لِتَفدِ.

وقال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيرة:

على مثلِ أصحَابِ البعُوضَةِ فاخمِشي ... لَكِ الوَيلُ حُر الوَجه أويَبكِ مَن بَكَى

(البعوضة: ماء معروف بالبادية فيها كان مَقتل مالك بنِ نُويرة) .

أراد: لِيبكِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>