للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(تابع ... ٢) : النَّعتُ: ... ...

-٢ فاعِلُهما:

فَاعِلُهما نَوْعان:

(أحدُهُما) اسْمٌ ظَاهِرٌ مُعَرَّفٌ بـ "أَلْ" الجِنْسِيَّة نحو: {نِعْمَ العَبْدُ} (الآية "٤٤" من سورة ص "٣٨") و {بئْسَ الشَّرابُ} (الآية "٢٩" من سورة الكهف "١٨") أو مُعَرَّفٌ بالإضَافَةِ إلى مَا قَارَنَها نحو: {وَلَنِعْمَ دَارُ المُتَّقِينَ} (الآية "٣٠" من سورة النحل "١٦") {فَلَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرينِ} (الآية "٢٩" من سورة النحل "١٦") أو بالإضَافةِ إلى المُضَافِ لِمَا قَارَنَها كقولِ أبي طالب:

فنِعمَ ابنُ أخْتِ القَوْمِ غيرَ مكذَّبِ ... زُهَيرٌ حُسَامٌ مُفْردٌ من حَمَائِل

(الثاني) ضَميرٌ مُسْتَترٌ وُجُوباً مُمَيَّزٌ إمَّا بلفظ "مَا" بمعنى شيءٍ ("ما" الواقعة بعد "نعم" على ثلاثة أقسام: "أ" مُفَردة أي غيرُ مَتْلُوَّةٍ بشىء، نحو دققتُه دَقَّاً نِعمَّاً، وهي مَعْرِفةٌ تامةٌ فَاعِل، والمَخْصُوص مَحْذُوف، أي نِعْم الشيءُ الدَّقُّ. "ب" مَتْلُوَّة بمفْرد نحو "فَنِعمَّا هِي" و "بِئْسَما تَزْوِيجٌ ولا مَهْر" وهي مَعْرفة تامَّة فاعل، ومَا بعدَهَا هو المَخْصُوصُ، أي نعم الشيءُ هو، وبئس هذا الشيءُ تزويجٌ ولا مَهْر.

"ج" متلوة بجملة فعلية نحو (نِعْمَّا يعظكم به) و (بئسما اشْتروا به أنفسهم) فـ "ما" نكِرة في مَوضِع نصب على التَّمْييز مَوْصُوفة بالفِعل بعدَها، والمخصوصُ مَحْذوف أي نِعْم شيئاً يَعِظكم به ذلك القول) ، أو "مَنْ" بمعنى شخص، نحو: {فَنِعِمَّا هي} (الآية "٢٧١" من سورة البقرة "٢") أي نعم شيئاً هي، وقوله "ونِعْمَ مَنْ هُوَ في سِرٍّ وإعْلانِ" أي شخصاً. وإمَّا مُمَيَّزٌ بنكرةٍ عَامَّةٍ واجِبَةِ الذِّكْرِ والتَّأخيِر عن الفعلِ، والتَّقَدُّيِم على المَخْصُوصِ، قَابلةٍ لـ "أل" مُطَابِقَةٍ للمَخْصُوص نحو "نعمَ رَجُلاً عَلِىٌّ" "نِعْمَ امْرَأَتَيْن الهِنْدان" ومنه قول زهير:

نِعْمَ امْرأً هَرِمٌ لم تَعْرُ نَائِبَةٌ ... إلاَّ وكانَ لمُرْتَاعِ بها وَزَرا

وقول الشاعر:

نِعْمَ امْرَأَيْنِ حَاتِمٌ وكَعْبُ ... كِلاَهُمَا غَيْثٌ وسَيْفٌ غَضْبُ

وإذا كانَ فاعلُ هذا البابِ اسْماً ظَاهِراً فلا يُؤْتى بالتَّمييز غَالباً لأنَّهُ لِرَفْعِ الإبْهَامِ، ولا إبْهَامَ مَع الظاهر، وقدْ يُؤْتَى به لِمُجَرَّدِ التَّوكيدِ كقولِهِ:

نِعْمَ الفَتَاةُ فَتَاةً هندُ لَوْ بَذَلَتْ ... رَدَّ التَّحِيَّةِ نُطْقاً أو بايماءِ

فَقَدْ جَاء التَّمييز حَيث لا إبْهامَ لِمُجَرَّدِ التَّوكيدِ كما جاءَ في غيرِ هذا البَابِ كقولِ أبي طالب:

ولَقَدْ عَلِمتُ بأنَّ دينَ محمَّدٍ ... مِنْ َخيِر أَدْيَانِ البَرِيَّةِ دِينا

-٣ المَخْصُوص بالذَّمِّ والمَدْحِ:

يُذْكَرُ المَخْصُوصُ المَقْصُودُ بالمَدْحِ أو الذَّمِّ بعدَ فَاعِل "نِعْمَ وبِئس" فيقال "نِعْمَ الخَلِيفَةُ عُثْمانُ"

و"بِئْسَ الرَّجلُ أبُو جَهْلٍ" وهذا المَخْصُوصُ مُبْتَدَأ، والجملةُ قَبْلَهُ خَبَرٌ، ويَجُوزُ أنْ يَكونَ خَبَراً لِمُبْتَدَأ واجِبِ الحَذْفِ، أي المَمْدُوحُ: عُثْمانُ، والمَذْمُومُ: أبُو جهل.

وقد يَتَقَدَّمُ المخصُوصُ على الفعلِ فيَتَعيَّنُ كونُه مُبْتَدأ، وما بعدَه خبر نحو "العِلْمُ نِعْمَ الذُّخْرُ".

وقد يحذفُ إذا دَلَّ عليه دَليلٌ مِمَّا تقَدَّمَهُ نحو: {إنَّا وَجَدْنَاهُ صابراً نِعْمَ العَبْدُ} (الآية "٤٤" من سورة ص "٣٨") أي أَيُّوب. وجوازِ حذفِ المخصُوص أو تقديمُه إنما هُو في مَخْصُوصِ الفَاعِلِ الظَّاهر، دُون مَخْصُوصِ الضَّمير.

-٤ يُسْتَعْمَلُ وَزْن "فَعُل" استِعْمَالَ "نِعْمَ وبِئْسَ":

كلُّ فِعْلٍ ثُلاثِيّ صالحٍ للتَّعَجُّبِ منه (أي يستوفي شروطه المذكورة في التعجب) يجوزُ استِعْمَالُه على "فَعُل" بضم العين، إمَّا بالأَصالَةِ: كـ "ظَرُفَ وشَرُفَ" أو بالتَّحويلِ كـ "فَهُمَ" و "ضَرُبَ" لإفَادَةِ الَمْدحِ أو الذَّمِّ، فيَجْري حينئذٍ مجرى "نِعْمَ وبِئس" في حُكمِ الفاعِلِ والمَخْصُوص، تقولُ في المَدْحِ "فَهُم الرجلُ عليٌّ" وفي الذَّمِّ "خَبُثَ الرجلُ عَمرٌو" فإن كانَ الفعل مُعْتَلَّ العين بَقِيَتْ على قَلْبِها أَلِفَاً مع تَقْدِير تحويله إلى"فُعُل" بالضم نحو "نال الرَّجُلُ عليٌّ"، {سَاءَتْ مُرْتَفَقاً} (الآية "٢٩" من سورة الكهف "١٨") أي ما أَقْوَلَه وما أَسْوَأَهَا أي النّار. وإنْ كانَ مُعْتَلَّ الاَّم رُدَّتِ الوَاوُ إلى أصْلِها إنْ كانَ واوِياً، وقُلِبَتِ الباءُ وَاوَاً إنْ كانَ يَائيَّاً فَتقولُ في غَزَا ورَمَى: غَزَوا ورَمَوا.

وهذه الأفعال المُحَوَّلةُ تُخَالِفُ نِعْمَ وبِئس في سِتَّة أشْياء: اثْنَانِ في مَعْناها: وهُمَا إفَادَتُها التَّعَجُّبَ، وكَوْنُها للمدحِ الخَاصّ واثْنَان في فَاعِلِها المُضْمَر، وهما جَوازُ عَوْدِه، ومُطَابَقَتُهُ لِمَا قَبْلَه، بخلافِ "نِعْمَ" فإنَّه يَتَعَيَّنُ في فَاعِلها المُضْمَر عَوْدُه على التَّمْيِيز بَعْدَه، ولُزُومُهُ حَالةً وَاحِدةً، فنَحو "محمَّدُ كَرُمَ رَجُلاً" يجوزُ فيه عودُ ضمير"كَرُمَ" إلى محمَّدٍ، وإلى رَجُلٍ، فعلى الأوَّل تقولُ: "المحمَّدُونَ كَرُمُوا رِجَالاً "، وعلى الثّاني "المحمَّدُونَ كَرُمَ رِجَالاً " واثنانِ في فَاعِلها الظَّاهر، وهما جَواز خُلُوِّه من "ألْ" نحو: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقا} (الآية "٦٩" من سورة النساء "٤") وكَثْرَةُ جَرِّهِ بالباءِ الزّائِدَةِ، تَشْبِيهاً بـ "أَسْمِع بهم" نحو:

حَبَّ بالزَّوْرِ الذِي لا يُرى ... مِنْهُ إلاَّ صَفْحَةٌ أو لِمَامُ

(الزَّور: الزائر، ويكون للواحد والجمع مذكراً أو مؤنثاً وصفحة: جانب، واللِّمَامُ: جمع لِمَّة، وهو الشعر يجاوز شحمة الأذن، المعنى: ما أجمل الزائرسَرِيع الترحُّل)

نَعَمْ: حَرْفُ جَوابٍ للتَّصْديقِ، والوَعْد، والإِعْلام.

فالأول: بعد الخبر كـ "قَدِمَ خالدٌ" أو "لم يأتِ عليٌّ".

والثاني: بعد "افْعَلُ" و "لا تَفْعَلْ" وما في مَعْناهما نحو "هلاَّ تَفْعَلُ "و "هلا لم تفعل". والثالث: بعدَ الاسْتِفْهام في نحو: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقَّاً قالوا: نَعَمْ} (الآية "٤٤" من سورة الأعراف "٧") .

نعِمّا هِي: (=نعم وبئس وما في معناهما ٣) .

نَفْيُ الفِعْل: إذا قال: فَعَلَ. فإن نَفْيَه لم يَفْعَلْ، وإذا قال: قَدْ فَعَلَ فإنَّ نَفْيَه لَمَّا يَفْعَلْ. وإذا قال: لقَد فَعَل فإن نَفْيَه ما فَعَلَ. لأنَّه كأنه قال: واللِه لقَدْ فَعَلَ فقال: والله ما فَعَلَ.

وإذا قال: هو يَفْعَلُ، أي هو في حالِ فِعْل، فإنَّ نَفْيَه ما يَفْعَلُ. وإذا قال: هو يَفْعَلُ ولم يَكنِ الفعلُ واقعاً فنفيُه: لا يفعلُ. وإذا قال: لَيَفْعَلنَّ فنَفْيُه لا يَفْعَلُ، كأنه قال: والله لَيَفْعَلَنّ، فَقلت: والله لا يَفْعَلُ. وإذا قال: سوفَ يَفعَلُ فإن نفيَه لن يَفْعَلَ.

النَّقْلُ:

[١] تَعْرِيفُه وشُروطُه: هو نَقْلُ حَرَكَةِ الحَرْفِ المُتَحَرِّكِ المُعْتَلِّ إلى السَّاكنِ الصحيحِ قَبْلَه، ويَبْقَى الحَرْفُ المُعْتَلُ إنْ جَانَسَ الحَركَة المَنْقُولَة نحو "يَقُولُ" و "يبِيْعُ".

أصلُهما: "يَقْوُل "مثل يَقْتُل، و "يبِيْعُ" كـ "يَضْرِبُ " وإن لم يُجَانِس الَحْرُف المُعْتَلُّ الحرَكَةَ يُقلَب الحرفُ بِما يُناسبُ الحرَكة قَبْلَه نحو "يَخَافُ" أصلُهما "يَخْوَفُ" كيَذْهَبُ، نُقِلَتْ حَرَكَةُ الوَاوِ إلى الخَاءِ ثم قُلبت الواوُ ألِفاً لِتُنَاسِبَ الفَتْحَةَ فَصَارتْ: "يَخَافُ" وكَذلِكَ "يُخِيفُ" أصلُها "يُخوِف"كيُكْرِمُ. ويَمْتَنِع النقلُ إن كانَ السَّاكنُ مُعْتَلاً كـ: "بَايَعَ" و "عَوَّقَ" و "أبْيِنْ بهِ" أوكانَ مُضَعَّفَاً نحو "أبْيَضَّ" و "اسْوَدَّ" أومُعْتَلَّ اللاَّم نحو "أحْوَى" و "أهْوَى" لئلا يَتَوالى إعْلاَلاَن.

[٢] مسائله:

يَنْحَصرُ النَّقْلُ في أرْبَعِ مَسَائلَ:

(الأولى) الفِعْلُ المُعْتَلُ عَيْنَاً: كـ "يَقُوم" و "يبِيعُ".

(الثانية) الاسْمُ المُشَبِهُ للمُضارِع في وَزْنِهِ دُونَ زِيادَتِه، بشَرْطِ أنْ تَكونَ فيه عَلاَمَةُ

تَدُلُ على أنَّه من الأَسْماءِ كـ "مَقَامٍ" و "مَعَاشٍ" أصْلُهما "مَقْوَمٌ" و "معْيَشٌ" على زِنَةِ مَذْهَبٍ، فنقلوا في "مَقْوَم" حركةَ الواوِ إلى القَافِ السَّاكنةِ وقُلِبَتِ الوَاوُ ألِفاً

لِتُنَاسِبَ الفتحة قَبْلَها فَصَارتْ "مَقَام" وهكذا "مَعْيَش" نَقلوا فيها حركة الياء وهي الفتحة إلى العين وقُلِبَتِ الياءُ ألفاً لِتُنَاسِبَ الفتحة، فصارت مَعَاشاً أو في زيادته دون وزنه كأَنْ تُبْنَى من كَلِمَتَيْ "البَيْع" أو "القَوْل" على مِثال "يَعلِىءٍ" (وهو القشر الذي على الجلد من منبت الشعر) فإنك تقول بعد الإِعلال" تَبيع" وأصله "تَبِيعِ" نُقِلَتِ كَسْرَةُ الياءِ إلى الباء المُوَحَّدة؛ فإن أَشْبَهَهُ في الوَزنِ والزيادةِ مَعاً، أوبَايَنَهُ فِيهمَا مَعاً وجَبَ التَّصحيح لِيمتَازَ عن الفِعْل، فالأول نحو "أبْيَضَ وأَسْوَد" فإنَّهما أَشْبَها فِعْل "أَكْرَمَ" في الوَزِنِ وزيادَةِ الهَمِزَة. وأمَّا نحو "يَزيد" عَلماً فمَنْقُولٌ إلى العَلَمِيَّة بعد أنْ أُعِلَّ حيَن كانَ فِعْلاً. والثاني: وهو المُبَايَنُ في الوَْزِن والزِّيَادَةَ مَعاً: نحو: "مِخْيَط" بكَسْرِ المِيم، فإنه مُبَايِنٌ للفِعْلِ في كَسْرِ أوَّلِهِ وزِيَادَة المِيم، ومثلُه "مِفْعَال" كـ "مِسْوَاك" و "مكْيَال" و "مقْوال" و "مِخَيَاط".

(الثالثة) المَصْدَر المُوَازِنُ: لـ "إفْعَال" نحو "إِقْوام" و "اسْتِفْعال" نحو "اسْتِقوَام" فإنَّه"يُحْمَل على فِعلِه في الإِعْلال فتُنْقَلُ حَرَكَةُ عَيْنِه إلى فَائِه ثمَّ تُقْلَبُ أَلِفاً لِتَجَانُسِ الفَتْحَةِ فَيَلْتَقِي أَلِفَان، ويَجِبُ بعدَ القَلْبِ حَذْفُ إحْدَى الألِفَيْن لالْتِقَاءِ السَّاكنين،

والصحيحُ أنَّ المَحْذُوف الأَلِفُ الثَّانِية، لزيَادتِها وقُرْبِها من الطَّرَفِ، ثمَّ يُؤْتى بالتاء عِوَضاً من الأَلِفِ المحذُوفَةِ فيقال " إقَامَةٌ" واسْتِقَامَةٌ" وقد تُحذَف التاءُ فُيقتصر فيه على ما سُمِع كقول بعضهم "أجَاَبَهُ إجَاباً" و "أرَاه إرَاءً" ويَكثرُ ذلكَ مع الإضافة نحو: {وإقامِ الصلاة} .

وجاءَ تَصْحيحُ "إفعال" و "اسْتِفْعال" وفُروعِها في الألفِ نحو: "أَعْوَلَ إعْوالاً" و "أغْيَمَتِ السَماءُ إغْيَاماً" و "اسْتَحْوَذَ اسْتِحْوَاذا" و "اسْتُغِيْلَ الصبيُّ اسْتِيْغالاً" وهذا كلُّه شاذ.

(الرابعة) صِيغةُ مَفْعولٍ، ويجبُ بعدَ النَّقل في ذَواتِ الواو حَذْفُ إحْدَى الوَاوَين، والصحيح حَذْفُ الثَّانِية، وفي ذَوَاتِ اليَاءِ حَذْفُ الواوِ وقَلْبُ الضمةِ كَسْرةً لِئلا تَنْقَلِبُ اليَاءُ وَاواً فَتَلْتَبِسُ ذَوَاتُ الواوِ بذاتِ الياء، فمِثَال الوَاوِي "مَقُولٌ" و "مَصُوغٌ" والأَصْل "مَقْوُول" و "مَصْوُوغٌ" بوَاوَين، الأولى عَينُ الكَلمِة، والثَّانِيَة وَاوُ مَفْعُول نُقِلَتْ حَرَكةُ العَيْنِ - وهي الوَاو - إلى مَا قَبْلَها فالتَقَى سَاكِنَان وهما الوَاوَين، حُذِفَتْ "وَاوُ" مَفعول وهي الثانية فصارَ"مَقُول" و "مَصُوغ" ومثال اليَائي "مَبِيع"

و" مَدِين" أصْلُهما: مَبْيوع، ومَدْيُون نُقِلَتْ حركةُ العين - وهي الياء - إلى ما قَبْلَها فالتَقَى سَاكِنان فحُذِفَت "وَاوُ" مَفْعُول ثم كُسِر ما قَبلَ الياءِ لِئلاَ ينْقلَبَ وَاواً.

وبَنُو تَميمٍ تُصحِّح اليائيَّ فيقولون "مَبْيُوع" و "مَخْيُوط" و "مَصْيُود" و "مَكْيُول" وذلكَ مُطَّرِدُ عِندهم، قال العَبَّاسُ بنُ مِرْدَاس:

قد كَانَ قَوْمُكَ يَحْسَبُونَك سَيِّداً ... وإخَالُ أنَّك سَيِّدٌ مَعْيُونُ

وكَانَ القِياس أن يَقُول "مَعِين".

النَّكِرَة والمُعْرفة:

[١] الاسمُ ضَربَان:

نَكِرَةٌ، - وهي الأصْلُ - ومَعْرِفْةَ (=المعرفة) .

[٢] تعريفُ النَّكِرَة:

النَّكِرَةٌ: هي مَا لا يُفْهمُ مِنَهُ مُعَيَّن كـ "إنْسَان وقَلَم".

-٣ اشْتِرَاكُ المَعْرِفَة والنكرة:

كأنْ تَقُول "هذا رجلٌ وعبدُ الله مُنْطَلِقٌ" إذا جَعَلْتَ" مُنْطَلقُ" صفةً لِرَجلٍ، فإن جَعَلْتَه لعبدِ الله، قلت: "هذا رجلٌ وعبدُ اللِه مُنْطَلِقاً" كأنك قلت: "هذَا رجلٌ وهذا عبد اللِه مُنْطَلِقاً" فإن جَعَلْتَ الشَّئْ لَهُمَا جَمِيْعاً قلت " هَذَا رَجُلٌ وعَبْدُ الله مُنْطَلِقِيْن" تَجْعَل الحَالَ للاثْنَيْنِ تَغْلِيباً للمَعْرِفَةِ على النَّكِرة.

-٤ النَّكِرَة نوعان:

(١) ما يقْبَلُ "أل" المُفِيْدَةُ للتَّعْرِيفِ كـ "رجلُ وفَرَس وكِتاب".

(٢) ما يَقَعُ مَوْقِعَ ما يَقْبَلُ "أل" المُؤَثِّرَةُ للتَعْرِيف نحو "ذي" بِمَعْنَى صَاحِب، و "منْ" بِمعنى إنْسَان، و "ما" بمعْنى شَيء، في قولك " اشكُرْ لِذِي مالٍ عَطَاءَهُ" "لا يَسُرُّني مَنْ مُعْجَبٍ بِنَفْسِه" و "نَظَرْتُ إلى مَا مُعْجَبٍ لك" "فذُو ومَنْ ومَا" نَكِراتٌ، وهي لا تَقْبَلُ "ألْ" ولكِنَّها واقعةٌ مَوْقِعَ مَا يَقْبَلُهَا، "فَذُو" واقعةٌ مَوْقِعَ "صاحِبِ" وهو يَقْبَل أل و "منْ" نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ وَاقِعَةٌ مَوْقِعَ "إنْسَان" وإنسانٌ يَقْبَل أل و "ما" نَكِرَة موصوفةٌ أيضاً، واقعةٌ مَوْقِعَ "شَيء" وشَيء يَقْبَل أل، وكذا اسمُ الفِعْل نحو "صهٍ" مُنَونَاً، فإنَّهُ يَحِلُ مَحَلَّ قَولِكَ "سُكُوتاً" تَدْخُل عليه أل.

-٣ النَكِرَة بَعْضِهَا أَعْرفُ من بعض:

فَأعَمُّها: الشيء، وأخصُّ منه الجِسْم، وأخصُّ من الجِسْم الحَيَوان، والإنسان أخصُّ من الحَيَوان، والرَّجل أخصُّ من الإنْسان، ورَجُلٌ ظَرِيفٌ أخصُّ من رَجُل.

نَوَاسِخُ المُبتدأ والخَبر:

-١ أقسامُها:

النواسخُ ثلاثةُ أقسام:

(أ) أفْعَال تَرْفَعُ المُبْتَدأ وتَنْصِبُ الخَبَر، وهي "كانَ وأَخَواتُها، وأفْعَالُ المقاربة".

(ب) أَفْعَالٌ تَنْصِبُ الجزأين على أنَّهُما مَفْعُولان لها وهي: "ظَنَّ وأَخَواتها".

(جـ) حُرُوفٌ تَنْصِبُ أوَّلَهما وتَرْفَعُ ثانيهما وهي "إنَّ وأخواتها".

(=كلاً في بابه) .

نَوَاصِبُ المُضارع: يَنْصِبُ المُضارِعَ إذا تقدَّمه أحَدُ النَّواصِبِ الأَرْبَعَةِ وهي "أَنْ، لَنْ، كَيْ، إذَنْ".

(=في أحرفها) .

نَوْمَان: يُقال يا نَوْمَانُ: لكثيرِ النَّومِ، ولا تقُلْ: رجل نَومَان، لأنَّهُ يختصُّ بالنِّداء.

نُونَا التَّوْكِيد:

-١ نُونَا التَّوكيد:

هُمَا"نُونُ التَّوكيدِ" الثَّقِيلةُ، و "نونُ التَّوكيدِ" الخَفِيفَة وقد اجتَمَعا في قوله تعالى:

{لَيُسْجَنَنَّ ولَيَكُوناً} (الآية "٣٢" من سورة يوسف "١٢")

(يتبع ... )

<<  <  ج: ص:  >  >>