للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الستة أصحاب الشورى وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة الخير وطلحة الجود وهو من المهاجرين الأولين. لم يشهد بدراً وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد. قتل يوم الجمل لعشر خلون من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وكان عمره أربعاً وستين سنة وقبره بالبصرة مشهور يزار ويتبرك به.

هذا الجزء يسير من تراجم الخمسة الذين أسلموا بدعاء أبي بكر وهم من الرجال الذي ذاع صيتهم في الإسلام لما قاموا به من جلائل الأعمال وقد أسلم بعد هؤلاء أبو عبيدة بن الجراح واسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم وعثمان بن مظعون وأخواه قدامة وعبد الله ابنا مظعون وعبيدة بن الحارث وسعيد بن زيد وامرأته فاطمة بنت الخطاب وأسماء بنت أبي بكر وعائشة بنت أبي بكر وهي صغيرة وخباب بن الأرتّ حيف بني زهرة وعمير بن أبي وقاص أخو سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود ومسعود بن القاري وهو مسعود بن ربيعة وسليط بن عمرو وأخوه حاطب بن عمرو وعياش بن أبي ربيعة بن المغيرة وامرأته أسماء بنت سلامة وخُنَيْس بن حذافة بن قيس وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وأخوه أبو أحمد بن جحش وجعفر بن أبي طالب وامرأته أسماء بنت عُمَيْس بن النعمان وحاطب بن الحارث. وغيرهم إلى آخر من ذكرهم ابن هشام في سيرته فليراجعهم من شاء.

قدمنا أن عثمان بن عفان قد أسلم أجابة لدعوة أبي بكر لكن الأستاذ مرجوليث في كتابه محمد (٢) يزعم أن سبب اسلامه أنه كان يحب رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويريد أن يتزوجها. فلما بلغه أنها خطبت لغيره حزن وأخبر أبا بكر بما بلغه وصادف مرور رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسر أبو بكر كلمات في أذن رسول الله وبذلك انتهى الأمر وأسلم عثمان وتزوج رقية، ولم يذكر لنا مستر مرجوليث المصدر الذي استقى منه هذا الخبر بخلاف عادته في تأليفه والراجح أنه من ظنونه وأوهامه التي يدسها للطعن على الإسلام والمسلمين ثم تعرض بعد ذلك إلى خالد بن سعيد وسبب اسلامه. ذلك أن خالدا كان من السابقين إلى الإسلام فكان ثالثاً أو رابعاً وقيل كان خامساً في الإسلام وسبب اسلامه أنه رأى في النوم أنه وقف على شفير النار فذكر من سعتها ما الله أعلم به وكأنّ أباه يدفعه فيها ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذاً بحقويه لا يقع فيها ففزع وقال: أحلف أنها لرؤيا حق ولقى أبو بكر رضي الله عنه فذكر ذلك له. فقال له أبو بكر أريد بك خير. هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه فإنك ستتبعه في الإسلام الذي يحجزك من أن تقع في النار وأبوك واقع فيها فلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بأجياد. فقال: يا محمد إلى من تدعو؟ قال: أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر ولا ينفع ولا يدري من عبده ممن لم يعبد. قال خالد فأنى أشهد أنلا إله إلا الله واشهد أنك رسول الله فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه. وبعد أن ذكر الأستاذ مرجوليث رؤيا خالد باختصار وتعبير أبي بكر لها وأن هذه الرؤيا كانت سبب اسلام خالد بن سعيد تساءل هل الناس حقيقة يحلمون هكذا؟ لكنه قال "إن فلاماريون وميرز (Flammarion and Myers) يجيبان نعم أنهم يرون مثل ذلك" وهما من العلماء المشهورين. المدهش أن الأستاذ مرجوليث لا يعلم أن الناس يرون أحلاماً هكذا مع اقرار علماء النفس في أوربا وأمريكا بذلك والأحلام على العموم شائعة بين الناس. وليست رؤيا خالد من الأحلام المستغربة حتى يشك فيها مثل مرجوليث. أما إذا كان الشك لغرض فهذا أمر آخر.


(١) كان كل من أبي بكر وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بزابزا، وكان الزبير جزارا وسعد بن أبي وقاس يصنع النبل
(٢) Mohammed by D.S Margliouth, ٣rd. edition, Page ٩٧

<<  <  ج: ص:  >  >>