-لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء والعذاب وما هو فيه من العافية بمكانه من الله عز وجل ودفاع أبي طالب عنه وأنه لا يقدر أن يمنعهم، قال:"لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن فيها ملكاً لا يُظلم أحد عنده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه".
وكان اسم النجاشي وقتئذ أصحمة بن أبجر. والنجاشي اسم لكل ملك يلي الحبشة فخرجوا متسللين سراً وذلك في شهر رجب سنة خمس من بعد النبوة (سنة ٦١٥ م) وكانوا أثني عشر رجلا وأربع نسوة حتى انتهوا إلى الشُّعيبة (١) فمنهم الراكب والماشي وأوقف الله للمسلمين ساعة جاءوا سفينتين للتجار حملوهم فيها إلى أرض الحبشة وخرجت قريش في آثارهم حتى جاءوا البحر حيث ركبوال فلم يدركوا منهم أحداً. قالوا قدمنا أرض الحبشة فجاورنا خير جار أمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه.
كان عدد المهاجرين قليلا ولكن كان لهجرتهم هذه شأن عظيم في تاريخ الإسلام فأنها كانت برهانا ساطعا لأهل مكة على مبلغ اخلاص المسلمين وتفانيهم في احتمال ما يصيبهم من المشقات والخسائر في سبيل تمسكهم بعقيدتهم. وكانت هذه الهجرة مقدمة للهجرة الثانية إلى الحبشة ثم الهجرة إلى المدينة.
وهذه أسماء المهاجرين والمهاجرات:
عثمان بن عفان ومعه امرأته رقية بنت رسول الله. أبو حذيفة بن عتبة ومعه امرأته سهلة. مصعب بن عمير. الزبير بن العوام. عبد الرحمن بن عوف. أبو سلمة بن عبد الأسد ومعه امرأته أم سلمة. عثمان بن مظعون. عبد الله بن مسعود. عامر بن ربيعة ومعه امرأته ليلى. أبو سبرة. حاطب بن عمرو. سهيل بن بيضاء.