-وفي شوال على رأس ثمانية أشهر من الهجرة (٦٢٣ م) بعث عبيدة بن الحارث ابن المطلب بن مناف إلى بطن رابغ وعقد له لواء أبيض وكان الذي حمله مسكح ابن اُثاثة بن عبد المطلب بن عبد مناف، وكانوا ستين رجلاً من المهاجرين ليس فيهم أنصاري، فلقى أبو سفيان بن حرب (١) وهو في مائتين من أصحابه وهو على ماء يقال له أحياء من بطن رابغ على عشرة أميال من الجفة وأنت تريد قُديداً عن يسار الطريق، وإنما نكبوا عن الطريق ليرعوا ركابهم فكان بينهم الرمي ولم يسلوا السيوف ولم يصطفوا للقتال وإنما كانت بينهم المناوشة إلا أن سعد بن أبي وقاص قد رمى يومئذ بسهم فكان أول سهم رمى به في الأسلام ثم انصرف الفريقان على حاميتهم.
(١) أبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن مناف القرشي الأموي والد معاوية وُلد قبل الفيل بعشر سنين وكان من أشراف قريش وكان تاجراً يجهز التجار بماله وأموال قريش إلى الشام وغيرها من أرض العجم وكان يخرج أحياناً بنفسه وكانت إليه راية الرؤساء التي تسمى العقاب وهو الذي قاد قريشاً كلها يوم أحد. أسلم ليلة الفتح.