-أول مغازيه التي خرج فيها بنفسه صلى الله عليه وسلم غزوة ودان. قال زين العابدين ين الحسين بن علي رضي الله عنهم " كنا نعلم مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نعلم السور من القرآن. وعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان أبي يعلمنا المغازي والسرايا ويقول: يا بني أنها شرف آبائكم فلا تضيعوا ذكرها.
فأول غزوة خرج فيها صلى الله عليه وسلم (ودان) وهي قرية جامعة من أعمال الفرع. وبعضهم يسميها غزوة الأبواء، فمنهم من أضافها إلى ودان ومنهم من أضافها إلى الأبواء لأنهم متقاربان في وادي الفرع بينهما ستة أميال. خرج رسول الله إليها في صفر على رأس اثني عشر شهراً من الهجرة (يونيه سنة ٦٢٣ م) يريد عيراً لقريش وبني ضمرة وقيل لم يكن صلى الله عليه وسلم مريداً لهم بل مريداً للعير التي لقريش فلما لقى بني ضمرة عقد بينه وبينهم صلحاً وكان خروجه في ستين راكباً ليس فيهم أنصاري فلم يدرك العير التي أراد. واكنت المصالحة بينه وبين ضمرة على أنهم لا يغزونه ولا يكثرون عليه جمعاً ولا يعينون عليه عدواً وأن لهم النصر على من رامهم بسوء وأنه إذا دعاهم لنصر أجابوه وعقد ذلك معهم سيدهم فخشىّ بن عمرو الضمري وكتب بينهم كتاب فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
"هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنى ضمرة بأنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم وان لهم النصر على من رامهم بسوء بشرط أن لا يحاربوا في دين الله ما بل بحر صوفة وأن النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعاهم لنصر أجابوه. عليهم بذلك ذمة الله ورسوله".
وكان لواؤه أبيض وكان مع عمه حمزة رضي الله عنه واستخلف على المدينة سعد ابن عبادة. وكانت غيبته خمس عشرة ليلة.