-وفي شهر ربيع الأول أيضاً غزا رسول الله لطلب كرز بن جابر الفهري وكان لواؤه أبيض وكانبيد على بن أبي طالب، واستخلف على المدينة مولاه زيد بن حارثة. وكان كرز بن جابر قد أغار على سرح المدينة فاستاقه وكان يرعى بالجماء (١) فطلبه رسول الله حتى بلغ وادياً يقال له سَفَوان من ناحية بدر وفاته كرز بن جابر فلم يلحقه فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. وهذه الغزوة هي غزوة در الأولى.
أما كرز فإنه أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه وولاه رسول الله الجيش الذين بعثهم في أثر العرينيين الذين قتلوا راعيه وقتل كرز يوم الفتح وذلك سنة ثمان من الهجرة.
وقد ذكر ابن اسحاق هذه الغزوة بعد العشيرة قال ابن حزم بعشرة أيام.
(١) السرح ما رعوا من نعمهم. والجماء جبل ناحية العقيق إلى الجرف بينه وبينه ثلاثة أميال.