للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-كان أبو سفيان قد ساحل وترك بدراً ثم أسرع فنجا فلما رأى أنه قد أحرز عيرَه أرسل إلى قريش بالجحفة أن الله قد نجى عيركم وأموالكم فاجعوا.

فقال أبو جهل والله لانرجع حتى ترد بدراً (وكانت بدر موسما من مواسم العرب تجتمع لهم بها سوق كل عام) فنقيم بها ثلاثاً فننحر الجزور ونطعم الطعام ونسق الخمر فتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا. ويقال كان أبو جهل وقتئذ يبلغ من العمر سبعين سنة.

فلما بلغ أبا سفيان كلام أبي جهل قال: هذا بغى والبغي منقصة وشؤم لأن القوم انما خرجوا لنجاة أموالهم وقد نجاها الله. ولما قال أبو جهل ما قال رجع من قريش بنو زهرة وكانوا نحو المائة وقيل ثلاثمائة فلذا قيل لم يقتل أحد منهم بدر. وكان قائد بني زهرة الأخنس بن شريق الثقفي وكان حليفا لهم. فقال لهم: يا بني زهرة قد نجى الله أموالكم وخلص لكم صاحبكم مخرمة بن نوفل فإنه كان في العير وإنما نفرتم لتمنعوه وماله فارجعوا فإنه لا حاجة لكم أن تخرجوا في غير منفعة دعوا ما يقول هذا يعني أبا جهل، وكذلك لم يخرج من قريش بنو عدي بن كعب فلم يشهد بدرا من هاتين القبيلتين أحد. لكن هذا الخلاف لم يمنع نشوب الحرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>