-التمس عيبة بن ربيعة بيضة أي خوذة يدخلها في رأسه فما وجد في الجيش بيضة تسع راسه لعظمها فتعمم ببردة له (١) خرج عتبة بعد أن تعمم بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة حتى انفصل من الصف ودعا إلى المبارزة فخرج إليه فتية من الأنصار وهما عوف ومعاذ ابنا الحارث الأنصاريان وعبد الله بن رواحة الأنصاري. فقالوا لهم من أنتم؟ قالوا رهط من الأنصار. قالوا: ما لنا بكم من حاجة إنما نريد قومنا ونادى مناديهم يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا فناداهم أن أرجعوا إلى مصافكم وليقم إليهم بنو عمهم. ثم قال صلى الله عليه وسلم قم يا عبيدة بن الحارث. قم يا حمزة. قم يا علي فبارز عبيدة وكان أسن المسلمين عتبة وكان أسن الثلاثة، وبارز حمزة شيبة وبارز علي الوليد بن عتبة فقتل حمزة شيبة وعلي الوليد واختلف عبيدة وعتبة ضربتين كلاهما أثبت صاحبه وكر حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذففا عليه واحتملا عبيدة فحاذياه إلى أصحابه. وكانت الضربة التي أصابت عبيدة في ركبته فمات منها لما رجعوا بالصفراء.
(١) قد كان المشركون مجهزين بأسلحة تفوق أسلحة المسلمين فدروع المسلمين كانت قليلة والظاهر أنه لم تكن لديهم خوذ في حين أن المشركين كانوا يضعون خوذا على رؤوسهم تقيهم النبال والسيوف.