للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-قال ابن اسحاق لما قتل المبارزون خرج صلى الله عليه وسلم من العريش لتعديل الصفوف فعدلهم بقدح في يده (١) فمر صلى الله عليه وسلم بسواد بن غَزيَّة حليف النجار وهو خارج من الصف فطعنه صلى الله عليه وسلم في بطنه بالقدح وقال: "استو يا سواد" فقال: يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني من نفسك (٢) فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال: استقد فاعتنق سواد النبي صلى الله عليه وسلم وقبل بطنه. فقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ فقال: يا رسول الله حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير (٣) ثم لما عدل الصفوف قال لهم: "إن دنا القوم منكم فانصحوهم واستبقوا نبلكم ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم" وخطبهم خطبة حثهم فيها على الجهاد والمصابرة ثم عاد إلى العريش.


(١) سهم لا نصل فيه ولا ريش.
(٢) أي مكني من القود أي القصاص.
(٣) قال صاحب أسد الغابة: "رويت هذه القصة لسواد بن عمرو لا لسواد بن غزية".

<<  <  ج: ص:  >  >>