-لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة السويق، أقام بالمدينة بقية ذي الحجة أو قريبا منها ثم غزا نجداً يريد غطفان وهي غزوة ذي امَرّ لأن جمعا من بني ثعلبة ومحارب تجمعوا يريدون الإغارة، جمعهم دعثور بن الحارث المحاربي. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ٤٥٠ رجلا واستعمل على المدين عثمان بن عفان فلما سمعوا بمجئه هربوا في رؤوس الجبال فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يلق كيدا وأقام بنجد صفراً كله أو قريباً من ذلك. وأصاب المسلمون رجلا منهم يقال له حبار فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأسلم وضمه إلى بلال ليعلمه الشريعة الإسلامية كما هو دأبه من العناية بتعليم المسلمين. وفي هذه الغزوة أسلم دعثور بمعجزة من النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه هو الذي جمع قومه لمحاربته صلى الله عليه وسلم وكان سيداً شجاعاً وبعد أن أسلم ذهب إلى قومه ودعاهم إلى الإسلام فأهتدى به خلق كثير.