-كان أبو سفيان بن حرب هو الذي قاد قريشا كلها يوم أحد ولم يكن بأعلم من رسول الله بقادة الجيش وتنظيمه. لكن أبا سفيان استطاع أن سجند عدداً كبيراً من قريش فكانت عدتهم ٣٠٠٠ فيهم ٧٠٠ دارع ومعهم ٢٠٠ فرس. أما مجموع الذين خرجوا للقتال مع رسول الله ٧٠٠ منهم ١٠٠ دارع ولم يكن فيهم سوى فرسين لأن عبد الله بن أبي انخذل عن رسول الله بثلث الناس وعاد بهم إلى المدينة.
ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن صف المسلمين بأصل أحد وجعل الرماة على جبل صغير وأمرهم أن لا يبرحوا مكانهم قائلا لهم "احموا ظهورنا حتى لا يأتونا من خلفنا" طمعوا في الغنيمة وهبطوا تاركين مركزعم. وبذلك تمكن خالد بن الوليد من الكر على المسلمين بالخيل من الخلف فانكشفوا ووقع الإختلاط بينهم وذاع في الجيش أن محمداً قتل فازداد ارتباك المسلمين وفروا منهزمين وفر بعضهم إلى المدينة.
نعم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزحزح عن مركزه وشاهد بعض الصحابة فالتفوا حوله وثبتوا معه وقاتلوا قتالاً شديداً حتى أن سعد بن أبي وقاص وحده رمى يومئذ بألف سهم ورمى رسول الله عن قوسه حتى اندقت سيتها واستطاع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يهبط الطائفة التي علت الجبل من قريش، لكن هذا كله كان بعد أن وقعت الهزيمة بالمسلمين.