-تسمى غزوة بدر الصغرى وبدر الموعد للمواعدة عليها مع أبي سفيان يوم أحد وتسمى بدر الثالثة. وتسمى أيضا غزوة السويق.
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر ومعه ألف وخمسمائة من أصحابه وعشرة أفراس وذلك في شهر شعبان لميعاد أبي سفيان. واستعمل على المدينة عبد الله بن رواحة الخزرجي رضي الله عنه. وحمل اللواء علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وخرج أبو سفيان في قريش وهم ألفان ومعهم خمسون فرسا حتى نزل موضعا قريبا من مرِّ الظهران ثم بدا له الرجوع فقال يا معشر قريش إنه لا يصلحكم إلا عام خصب ترعون فيه الشجر وتشربون فيه اللبن وإن عامكم هذا عام جدب وإني راجع فارجعوا فرجع ورجع الناس فسماهم أهل مكة جيش السويق. يقولون إنما خرجتم تشربون السويق. هذه حيلة دبرها أبو سفيان لأنه لم يكن يريد حربا بل خرج لئلا يقال أخلف وعده ولم يخرج، على أنه لم يعارضه أحد من قريش في الرجوع فكان الجيش كذلك لا يريد الحرب وكان أبو سفيان قد بعث إلى المدينة شخصاً اسمه نعيم ليرجف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة العدو ليحملهم على عدم الخروج وذلك ليكون له في عذر في الرجوع إلى مكة ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبال بما سمع من كثرة عدد الجيش وتثبيط همة الناس فقال والذي نفسي بيده لو لم يخرج معي أحد لخرجت وحدي.
وأقام صلى الله عليه وسلم ببدر ثمانية أيام ينتظر أبا سفيان وفي هذه المدة باع المسلمون ما معهم من التجارة فربحوا كثيراً.
وفي سنة أربع هذه تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة بنت أبي أمية. وفيها أمر رسول الله زيد بن ثابت أن يتعلم كتاب يهود. وفي جمادى الأولى من هذه السنة توفى عبد الله بن عثمان بن عفان وكان عمره ست سنين وهو ابن بنت رسول الله رقية وفيها ولد الحسين رضي الله عنهما.