-حزّب نفر من اليهود الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم سلام بن أبي الحقيق النضري وحييّ بن أخطب النضري وكنانة بن أبي الحقيق النضري وهوذة بن قيس الوائلي.
قال الأستاذ ولفنسون: لما أنزل أشراف بني النضير في خيبر أخذوا يفكرون في الثأر من الأنصار وجعلوا يفكرون في الوسائل التي توصلهم إلى آطامهم وتردهم إلى مزارعهم في منطقة يثرب فعزم نفر من اليهود فيهم سلام بن أبي الحقيق وحيي بن أخطب وكنانة بن الربيع أن يحزبوا الأحزاب على المسلمين.
أي الدينين خير؟
لما دعت اليهود قريشا لمحاربة النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا لهم سنكون معكم حتى نيتأصله ارتابوا في أمرهم لأن دين اليهود قريب في جوهره من الإسلام وبعيد عن عبادة الأصنام كل البعد وقريش عباد أصنام. ولذلك قالوا لهم.
يا معشر يهود إنكم أهل الكتاب الأول والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد. أفديننا خير أم دينه؟
قالوا: بل دينكم خير من دينه وأنتم أولى بالحق منه. فلما قالوا ذلك لقريش سرهم ما قالوا واستعدوا للحرب. ثم خرج أولئك النفر من يهود حتى جاءوا غطفان ودعوهم إلى مشاركتهم في الحرب وذكروا لهم استعداد قريش فأجابوهم.
أن اليهود أجابوا قريشا بأن دين قريش (الوثني) خير من دين محمد مخالفين بذلك دينهم الداعي إلى عبادة الله الواحد توصلا إلى غرضهم وهو محاربة المسلمين وطردهم من المدينة وإعادة اخوانهم إلى ديارهم وكان خيراً لهم أن يعيشوا مع المسلمين في وفاق ويكفوا عن الدسائس والفتن والإنضمام إلى الأعداء.
وقد أدرك الأستاذ ولفنسون أنهم أخطأوا في تفضيلهم دين قريش على الأسلام فقال في كتابه تاريخ اليهود صفحة ١٤٢ مانصه:
"والذي يؤلم كل مؤمن باله واحد من اليهود والمسلمين على السواء إنما هو تلك المحادثة التي جرت بين نفر من اليهود وبين بني قريش الوثنيين حيث فضل هؤلاء النفر من اليهود أديان قريش على دين صاحب الرسالة الإسلامية".
ولا يخفى أن الذين أدلوا بهذا الحديث ليسوا من عامة اليهود حتى يقال أنهم لا يعلمون ما يقولون وأنهم لا يمثلون اليهود بل هم من رؤسائهم وأصحاب النفوذ فيهم. فهل هؤلاء لا يستحقون التأديب؟