للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بينما جماعة من المسلمين يعملون في حفر الخندق في الجزء المخصص لهم ومعهم سلمان الفارسي إذا ظهرت ضخرة بيضاء مَرْوة فكسرت حديد معا ولهم وشقت عليهم. فقالوا يا سلمان ارق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبر هذه الصخرة فأما أن نعدل عنها فإن المعدل قريب وإما أن يأمرنا فيها بأمره فإنا لا نحب أن نجاوز خطه (١) فرقي سليمان حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ضارب عليه قبة تركية فقال يا رسول الله بأبينا أنت وأمنا. خرجت صخرة بيضاء من الخندق مروة فكسرت حديدنا وشقت علينا حتى مانحيك فيها قليلا ولا كثيراً. فمرنا فيها بأمرك فإنا لا نحب أن نجاوز خطك. فهبط رسول الله صلى الله عليه وسلم مع سلمان الختندق وأخذ المعول من سلمان رضي الله عنه فقال باسم الله ثم ضربها فنثر ثلثها وخرج منها نور أضاء ما بين لا بتيها يعني لابتي المدينة. فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة من مكاني. ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر فبرقت برقة من جهة فارس أضاءت ما بين لابتيها. فقال الله أمبر أعطيت مفاتيح فارس والله إني لابصر قصر المدائن الأبيض الآن فأبشروا بالنصر فسر المسلمون. ثم ضرب الثالثة وقال باسم الله فقطع بقية الحجر وخرج نور من قبل اليمن فأضاء ما بين لابتي المدينة حتى كأنه مصباح في جوف ليل مظلم. فقال الله أكبر اعطيت مفاتيح اليمن والله اني لا بصر أبواب صنعاء من مكاني الساعة.

وجاء في صحيح البخاري عن جابر رضي الله عنه قال:

"إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة (٢) فجاءوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا هذه كدية عرضت في الخندق فقال أنا نازل ثم قام وبطنه معصوب بحجر (٣) ولبثنا ثلاثة أيام نذوق ذواقاً (٤) فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضرب في الكدية فعادت كثيباً أهيل".


(١) أي الخط الذي رسمه لهم.
(٢) أي قطعة من الأرض لا تعمل فيها المعاول.
(٣) أي من ألم الجوع أو خشية انحناء صلبه.
(٤) أي من جنس ما يطعم أو يشرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>