للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-خرجت فوارس من قريش على خيلهم بعد أن تهيأوا للقتال حتى وقفوا على الخندق فلما رأوه قالوا والله إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها. ثم يمموا مكانا من الخندق ضيقاً فضربوا خيلهم فاقتحمت منه فجالت بهم السنجة بين الخندق وسلع وخرج عليّ بن أبي طالب في نفر من المسلمين حتى أخذ عليهم الثغرة التي اقتحموها وخرج عمرو بن ود بن عبد ود وطلب المبارزة وكان عمره تسعين سنة فبارزه عليّ بن أبي طالب فتله وذكر بن اسحاق إن المشركين بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشترون جيفة عمرو بعشرة آلاف فقال رسول الله هو لكم ولانأكل ثمن الموتى وخرجت خيله منهزمة حتى اقتحمت من الخندق هاربة وقتل مع عمرو رجلان منبه بن عثمان بن عبيد بن السباق بن عبد الدار أصابه فمات منه بمكة. ومن بني مخزوم نوفل بن عبد الله بن المغيرة وكان اقتحم الخندق فتورط فيه فرموه بالحجارة، فقال يا معشر العرب قتلة أحسن من هذه فنزل إليه عليّ فقتله. ومن الذين كانوا يناوشون المسلمين خالد بن الوليد وعمرو بن العاص.

ورُمِىَ سعد بن معاذ يومئذ بسهم رماه رجل يقال له ابن العرقة العامري (١) فقال خذها وانا بن العرقة. فقال سعد عرق الله وجهك في النار فأصاب الأكحل منه فقطعه. فقال سعد اللهم لا تمتنى حتى تقرعيني في (بني قريظة) وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية. ونقل سعد وهو مجروج إلى خيمة رفيدة وقد كانت امرأة تداوي الجرحى في المسجد.


(١) العرقة بفتح العين وكسر الراء وهي أمه واسمها قلابة بنت سعيد بن سعد بن سهم وتكنى أم فاطمة سميت العرقة لطيب ريحها وهي جدة خديجة رضي الله عنها أم أبيها وابن العرقة هذا اسمه حيان بن عبد مناف.

<<  <  ج: ص:  >  >>