-ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فلم يقم الا ليالي قلائل حتى أغار عُيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري في خيل لغطفان (١) على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغابة وكانت عشرين لقحة وفيها رجل من بني غفار وامرأته فقتلوا الرجل واحتملوا المرأة في اللقاح.
الرجل الذي قتلوه هو ابن أبي ذر رضي الله عنه واسمه ذر وكان يرعى الإبل وامرأته التي أسروها اسمها ليلى وقد نجت لأنهم أوثقوها وكانوا يريحون نعمهم بين يدي بيوتهم فانطلقت وركبت ناقة للنبي صلى الله عليه وسلم ليلا على حين غفلتهم. ويقال ان الناقة اسمها العضباء. فنطلقت ولما علموا بها طلبوها فأعجزتهم ونذرت لئن نجت لتنحرنها. فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته بذلك. وقالت: يا رسول الله اني نذرت لله تعالى أن أنحرها إن نجاني الله عليها. فقال: بئسما جزيتها ان حملك الله عليها ونجاك أن تنحريها. أنه لانذر لأحد في معصية ولا لأحد فيما لا يملك. إنما هي ناقة من ابلي. ارجعي إلى أهلك على بركة الله.