للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-كانت في شهر ربيع الثاني (الموافق شهر أغسطس سنة ٦٢٧ م)

خرج محمد بن مسلمة ومعه عشرة إلى بني ثعلبة فورد عليهم ليلا بمن معه. وقد كمن لهم المشركون لشعورهم وبمجيئهم إليهم. فتركوا محمد بن مسلمة حتى نام هو وأصحابه ثم أحدثوا بهم فما شعر المسلمون الا بالنبل قد خالطهم. فوثب محمد بن مسلمة ومعه قوس فصاح في أصحابه. السلاح! فوثبوا فتراموا بالنبل ساعة من الليل ثم انحاز أصحاب محمد إليه وقد قتلوا من القوم رجلا. ثم حمل القوم عليهم بالرماح فقتلوهم الامحمد بن مسلمة فوقع جريحا فحمله رجل من المسلمين حتى ورد به المدينة جريحاً.

فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح في ربيع الآخر في أربعين رجلا إلى مصارعهم فأغار عليم فلم يجد أحداً ووجد نعما وشاء فساقه وأصاب رجلا واحداً فأسلم فتركه وأخذ نعماً من نعمهم فاستاقه وشيئا من متاعهم وقدم به المدينة وظاهر من ارسال محمد بن مسلمة في عشر رجال أن السبب هو ما بلغهم من أن بني ثعلبة وإنما جمعوا على أن يغيروا على سرح المدينة وهي ترعى بهيفاء (٢) وكانت الماشية قد ازدادت بسبب ما غنمه المسلمون. فلما قتل محمد بن مسلمة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أباعبيدة طلباً لثأر المقتولين.


(١) موضع بينه وبين المدينة أربعة وعشرون ميلا من طريق الربذة (الواقدي) .
(٢) موضع على سبعة أميال من المدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>