-هذه السرية إلى حِسمِى. أرض ينزلها حذام وراء وادي القرى وذلك من جهة الشام وكانت في جمادى الآخرة سنة ست (اكتوبر سنة ٦٢٧ م) .
وسببها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد أوفد دحية بن خليفة الكلبي بكتاب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام فأعطاه جائزة وكساه. فلقيه الهنيد بن عارض في الطريق وهو عائد فقطعوا عليه الطريق وأصابوا كل شيء معه عند حسمى فسمع بذلك نفر من الضبيب رهط رفاعة بن زيد الجذامى ممن كان أسلم واستنفذوا ما كان في أيديهم وردوه على دحية.
قدم دحية على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فبعث زيد بن حارثة في ٥٠٠ رجل فكان زيد يسير الليل ويكمن بالنهار ومعه دليل من بني عذرة فأقبل بهم حتى هجموا على القوم فأغاروا عليهم وأكثروا فيهم القتل وقتلوا الهنيد وابنه وأخذوا ماشيتهم ونساءهم. فأخذوا من الإبل ١٠٠٠ بعير ومن الشاة ٥٠٠٠ ومن السبى مائة من النساء والصبيان. ولا شك أن هذا الاحصاء تقريبي كما يستدل عليه من الأرقام.
ثم رحل رفاعة بن زيد الجذامي في نفر من قومه فدفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم كتابه الذي كان كتبه له ولقومه حين قدم عليه فأسلم. فلما قرئ الكتاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كيف أصنع بالقتلى؟ فقال رفاعة أنت أعلم يا رسول الله لانحرّم عليك حلالا ولا نحل لك حراما فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً إلى زيد فرد عليهم كل ما أخذ منهم.