للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-كانت هذه السرية لقتل أبي رافع عبد الله أو سلام بن أبي الحقيق اليهودي وهو من أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين حزبوا الأحزاب يوم الخندق وأعان المشركين بالمال الكثير.

وقد اختلف المؤرخون في تاريخ هذه الغزوة فقد قيل أنها كانت في ذي الحجة سنة خمس بعد الخندق. وفي البخاري قال الزهري بعد قتل كعب بن الأشرف الواقع سنة ثلاث وذكرها أو جعفر محمد بن جرير الطبري في السنة الثالثة في النصف من جمادة الآخرة. أما الواقدي فإنه زعم أنه هذه السرية التي وجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع أو سلام بن أبي الحقيق إنما وجهها إليه في ذي الحجة من سنة أربع من الهجرة. والثابت أن سلام بن أبي الحقيق كان من الذين حزبوا الأحزاب في غزوة الخندق وغزوة الخندق كانت في السنة الخامسة وكان سلام هذا ممن ذهب إلى خيبر بعد اجلاء بني النضير ثم أنه بعد الخندق أخذ يحرض بني فزارة والقبائل الأخرى ولذلك نرجح أن هذه السرية كانت في السنة السادسة كما ذكرها السيد دحلان فقد قال "إنها كانت في رمضان سنة ست" (الموافق شهر ديسمبر سنة ٦٢٧ م) .

خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة من الخزرج وهم:

-١- عبد الله بن عتيك. -٢- عبد الله بن أنس. -٣ - أبو قتادة. -٤ - الأسود بن خزاعي. -٥- مسعود بن سنان الأسلمي. واستأذنوه في قتل سلام بن أي الحقيق وهو بخيبر لأن الأوس كانوا قد أصابوا كعب بن الأشرف فأراد كعب بن الأشرف فأراد الخزرج أني لا يكون للأوس فضل عليهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فأمرهم صلى الله عليه وسلم بقتله ونهاهم أن يقتلوا وليدا أو امرأة (١) وأمر عليهم عبد الله بن عتيك. فذهبوا إلى خيبر فكنوا فلما هدأت الرجل والحركة جاءوا إلى منزله وكان في حصن مرتفع فلما دنوا منه وقد غربت الشمس وراح الناس بسرحهم، قال عبد الله بن عتيك اجلسوا مكانكم فانى منطلق ومتلطف للبواب لعلى أدخل الحصن، فأقبل حتى دنا من البواب ثم تقنع بثوبه شخصه كأنه يقضي حاجته مخافة أن يعرف فدخل واختبأ عند باب الحصن ثم صعد إليه وكان عبد الله بن عتيك يتكلم اليهودية فقدمه أصحابه ليتكلم بكلام أبي رافع فاستفتح باب غرفته فرأته امرأته. فقالت: من أنت؟ قال: جئت أبا رافع بهدية. ففتحت له وقالت ذاك صاحبك. فلما رأت السلاح أرادت أن تصيح فأشار إليها بالسيف فسكتت. قال فقلت أبا رافع. لاعرف موضعه. فقال من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فضربته ضربة وأنا دهش فما أغنت شيئا ولم أقتله وصاح أبو رافع. فخرجت من البيت وكمنت غير بعيد فقالت امرأته يا أبا رافع هذا صوت عبد الله بن عتيك. قال ثكلتك أمك وأين عبد الله بن عتيك؟ قال ثم دخلت عليه كأني أغيثه وغيرت صوتي. فقلت ما هذا الصوت يا أبا رافع. قال لأمك الويل! إن رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف. فضربته ضربة أثخنته ولم أقتله فصاح وقام أهله وصاحت امرأته ثم وضعت ظبة السيف في بطنه حتى دخل في ظهره وسمعت صوت العظم فعرفت أني قتلته.

وفي الطبري "ولما صاحت بنا امرأته جعل الرجل منا يرفع عليها بالسيف ثم يذكر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يده"

قال ابن عتيك فجعلت أفتح الأبواب باباً باباً حتى انتهيت إلى درجة فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة وكان عبد الله بن عتيك سيء البصر ولما علم ابن عتيك أنه قتل أبا رافع أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ووقع في بعض الروايات أن الذي قتل أبا رافع عبد الله بن أنيس والصواب ما في صحيح البخاري أن الذي قتله هو عبد الله بن عتيك وفي أسد الغابة "الذي ولى قتل أبى رافع بن أبي الحقيق بيده وكان في بصره ضعف الخ".


(١) راجع الطبري

<<  <  ج: ص:  >  >>