-قبل أن نذكر كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والأمراء يجدر بنا أن نلقي نظرة على حالة الأمبراطورية الرومانية ودولة الفرس.
كانت الحروب بين الأمبراطورية الرومانية ففي سنة ٦٢١ م انتصرت جيوش الفر س واستولت على الشام ومصر وآسيا الصغرى وذلك قبل الهجرة بسنة. وكان الفرس وقتئذ يهددون القسطنطينية وأخيراً ظهر هرقل وتحول على اعادة مجد دولته وفي زمن الهجرة (سنة ٦٢٢ م) كان الأمبراطور الروماني يطارد المغيرين من آسيا الصغرى وفي الموقعة الثانية من مواقعه جيوشه إلى قبل البلاد الفرس نفسها. وفي أثناء السنوات الثلاث التي كان فيها يسترد هرقل مجد الأمبراطورية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في نزاع مع قريش وأعقب ذلك حصار الفرس للقسطنطينية الذي كان قبل حصار المدينة في غزوة الأحزاب بنصف سنة (يوليه سنة ٦٢٦ م) وفي الموقعة الثالثة وإلى هرقل انتصاره السابق فانتصر انتصاراً تاماً في أول ديسمبر سنة ٦٢٦ م في موقعه نينوى وبذلك انكسرت جيوش الفرس وتشتت شملهم وفي التاسع والعشرين من هذا الشهر فر كسرى إلى عاصمة ملكه. وفي فبراير سنة ٦٢٨ م قتله ابنه (شيرويه) واستولى على العرش وعقد معاهدة صلح مع الأمبراطور الروماني على أن تبقى حدود الدولتين على ماكانت عليه من قبل وفي حوالي هذا الوقت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعقد صلح الحديبية مع رؤساء قريش وفي ربيع هذه السنة خرج هرقل لزيارة القدس.