-بعد عودة رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر قضى بقية الخريف والشتاء في المدينة وفي هذه الأثناء بعث خمس سرايا منها ثلاث في شهر شعبان.
-١- سرية عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعه ثلاثون رجلا إلى قبيلة بني هوازن بجهة تُرَبة دار بقرب مكة. فلما علموا بمجيئه هربوا فانصرف راجعاً إلى المدينة.
-٢- سرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى نبي كلاب قبيلة بنجد فسبى منهم جماعة وقتل آخرون.
-٣- سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى بني مرة بفدك ومعه ثلاثون رجلا. فلما وصلوا إلى محل القوم لقوا رعاء الشاء فاستاق بشير النعم والشاء وانحدر إلى المدية ثم أدركه العدد الكثير من بني مرة عند الليل فباتوا يرمونه بالنبل حتى فنيت نبل أصحباه فأصيبوا وولى منهم من ولى وجرح بشير وعاد إلى المدينة بصعوبة.
-٤- وفي رمضان كانت سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى أهل المنيعة بناحية نجد على ثمانية برد من المدينة في مائة وثلاثين راجلا فهجموا عليهم في وسط محالهم وقتلوا كثيرا منهم واستاقوا نعما وشاء إلى المدينة وفي هذه السرية قتل أسامة بن زيد رجلا يقال له نهيك بن مرداس الأسلمي وفي رواية أن اسمه مرداس بن نهيك بعد أن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أسامة من لك بلا إله إلا الله فقال يا رسول الله إنما قالها تعوذا من القتل. قال (هل شققت عن قلبه فتعلم أصادق هو أم كاذب) فقال أسامة لا أقاتل أحداً يشهد أن لاإله إلا الله.
-٥- وفي شوال أرسل بشير بن سعد ايضا إلى يُمْن وجناب وهي أرض لغطفان ومعه ثلاثمائة رجل لجمع تجمعوا بأرض غطفان وأعدهم عيينة بن حصين للأغارة على الميدنة فما بلغهم مسير بشير هربوا وأصاب لهم نعماً كثيرة فغنمها.
قال الواقدي وفي هذه السنة (السابعة) رد رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب ابنته على ابن العاص بن الربيع وذلك في المحرم (أسر أبو العاص يوم بدر فمن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا فداء بسبب زوجته زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد عليه رسول الله زينب بنكاح جديد وقيل النكاح الأول وأسلم قبيل فتح مكة) .
قال وفيها قدم حاطب بن أبي بلتعة من عند المقوقس بمارية وأختها سيرين وبغلته دُلدُل وحماره يَعفور وكساء وبعث معهما بخصى فكان معهما. وفي هذه السنة اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم منبره الذي كان يخطب الناس عليه واتخذ درجتين ومقعده وفي الطبري أنه عمل سنة ثمانية.