(٢) أبو رهم الغفاري اسمه كلثوم بن الحصين بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وشهد أحدا فرمى بسهم في نحره فسمى "المنحور". واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة عام الفتح فلم يزل عليها حتى انصرف رسول الله من الطائف وشهد بية الرضوان وبايع تحت الشجرة وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك. (٣) قد آن لنا أن نكتب شيئا عن ترجمة أبي سفيان فهو صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف القرشي الأموي ويكنى أبا حنظلة بابنه حنظلة ولد قبل الفيل بعشر سنين وكان من أشراف قريش وكان تاجرا يجهز التجار بماله وأموال قريش إلى الشام وغيرها من أرض العجم وكان يخرج أحيانا بنفسه وكانت إليه راية الرؤساء التي تسمى "العقاب" وإذا حميت الحرب اجتمعت قريش فرضعتها بيد الرئيس وهو الذي قاد قريشا كلها يوم أحد وكان أبو سفيان صديق العباس وأسلم ليلة الفتح وشهد حنينا والطائف مع رسول الله وأعطاه رسول الله من غنائم حنين مائة بعير وأربعين أوقية كما أعطى سائر المؤلفة وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية وفقئت عين أبي سفيان يوم الطائف. قال يونس بن عبيد كان عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام وأبو سفيان لا يسقط لهم رآي في الجاهلية فلما جاء الإسلام لم يكن لهم رآي. وروى أنه لما أسلم ورأى المسلمين وكثرتهم قال للعباس: لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيماً. قال إنها النبوة قال نعم. وفقئت عينه الأخرى يوم اليرموك وشهد اليرموك تحت راية ابنه يزيد. ولما عمي أبو سفيان كان يقوده مولى له وتوفي سنة إحدى وثلاثين وكان عمره ثمان وثمانين سنة وقيل كان عمره ثلاثا وتسعين سنة. (٤) ويروى: ودلني على الحق ويروى: ونالني مع الله.