-بعد أن قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأصنام التي كانت على الكعبة ومحا كل صورة بها وكسرت الأصنام التي كانت في البيوت بأمره، وجه نظره إلى هدم الأصنام الأخرى المجاورة لمكة حتى تطهر البلاد من الوثنية ويعبد الله الواحد القهار وتثبت دعائم الدين الصحيح فبعث حين فتح مكة لخمس ليال بقين من شهر رمضان سنة ثمان من الهجرة خالد بن الوليد إلى العزى ليهدمها فخرج في ثلاثين فارسا من أصحابه حتى انتهى إليها فهدمها ثم رجع إلى رسول الله فأخبره. فقال هل رأيت شيئا. قال لا. قال لم تهدمها. فارجع إليها فاهدمها فرجع خالد وهو متغيظ فجرد سيفه فخرجت إليه إمرأة عريانة سوداء ناشرة الرأس فجعل السادن يصيح بها فضربها خالد فجزلها باثنين ورجع إلى رسول الله فأخبره فقال نعم تلك العزى وقد يئست أن تعبد ببلادكم أبداً، وكانت بنخلة (على بعد ليلة من مكة) وكانت لقريش وجميع بني كنانة، وكانت أعظم أصنامهم وكان سدنتها بنو شيبان من بني سليم.
قال ابن حبيب "العزى شجرة كانت بنخلة عندها وثن تعبده غطفان فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وهدم البيت وكسر الوثن، والبيت كان مبنيا على العزى وكانوا يهدون لها كما يهدون للكعبة ويطوفون وينحرون عندها.
(١) العزى تأنيث الأعز مثل الكبرى تأنيث الأكبر، والأعز بمعنى العزيز والعزى بمعنى العزيزة، وهي أحدث من اللات ومناة وكانت العرب وقريش تسمى بها عبد العزى.