-كانت سرية علقمة بن مجزّز المدلجي إلى الحبشة في شهر ربيع الآخر سنة تسع من الهجرة (يوليه سنة ٦٣٠ م) وسببها أنه بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ناساً من الحبشة تراياهم أهل جدة فبعث إليهم علقمة بن مجزز في ثلثمائة فانتهى إلى جزيرة في البحر وقد خاض إليهم البحر فهربوا منه. فلما رجع تعجل بعض القوم إلى أهلهم قبل بقية الجيش فأذن لهم فتعجلعبد الله بن حذافة السهمي فيهم فأمره على من تعجل وكانت فيه دعابة (مزاح) فنزلوا ببعض الطريق وأوقدوا ناراً يصطلون عليها ويصطنعون. فقال لهم أليست طاعتي واجبة؟ قالوا بلى. قال فاقتحموا هذه النار. فقام بعض القوم فاحتجزوا حتى ظن أنهم واثبون فيها. فقال اجلسوا إنما كنت أضحك فبلغ ذلك رسول الله فقال من أمركم بمعصية فلا تطيعوه. وعلقمة هذا هو الذي بعثه عمر بن الخطاب إلى الحبشة فهلك هو وجيشه. أما عبد الله بن حذافة فهو من قدماء المهاجرين ممن شهد بدراً ومات بمصر في خلافة عثمان رضي الله عنه.