-لما رجع رسول الله من تبوك قبل ان يدخل المدينة جاءه جماعة من المنافقين وسألوه ان يأتي مسجدهم بقباء ليصلي فيه وهو (مسجد الضرار) الذي بنوه لاضرار المسمين وتفريق كلمتهم وجماعتهم فدعا رسول الله بقميصه ليلبسه ويأتيهم فأنزل الله عليه {الَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ المُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ الله وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلِيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنى وَالله يَشْهَدُ إنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ. لاَ نَقُمْ فِيهِ أَبَداً} سورة التوبة
فدعا رسول الله مالك بن الدخشم ومعن بن عدي بن عامر بن السكن ووحشياً وقال انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه واحرقوه فخرجوا مسرعين حتى أتو بني سالم بن عوف وهم رهط مالك بن الدّخشم (١) فقال مالك أنظروني حتى آتيكم بنار فدخل عند أهله فأخذ من سعف النخل فأشعله ثم خرجوا يشتدون حتى دخلوا المسجد كناسة تلقى فيه الجيف والقمامات.
وفي الطبري كان أصحاب مسجد الضّرار أتوه وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا يا رسول الله أنا قد بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية وإ، انحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه فقال إني على جناح سفر وحال ولو قدمنا إن شاء الله أتيناكم فصليناكم فلما نزل بذي أوان أتاه خبر المسجد الخ.
وكان الذين بنوه إثني عشر رجلا: خذام بن خالد ومن داره أخرج مسجد الشقاق. وثعلبة بن حاطب. ومعتّب بن قشير. وأبو حبيبة بن الأزعر: وعياد بن حنيف. وجارية بن عامر وابناه مجمع بن جارية وزيد بن جارية. ونبتل بن الحارث وبخزج وبجاد بن عثمان ووديعة بن ثابت.
أما مالك بن الدخشم الذي مر ذكره وهو أحد الذين هدموا مسجد الضرار فقد كان يهتم بالنفاق وهو الذي قال فيه عتبان بن مالك لرسول الله إنه منافق رسول الله. اليس يشهد أن لا إله إلا الله. فقال بلى ولا شهادة له. فقال رسول الله أليس يصلي قال بلى ولا صلاة له. فقال رسول الله أولئك الذين نهانى الله عنهم ولا يصح عنه النفاق وقد ظهر من حسن اسلامه ما يمنع من اتهامه.
(١) ذكر اسم ملك بن الدخشم في السيرة النبوية لدحلان بالنون هكذا "الدخشن ورهط الدخشن" وصحته بالميم كما جاء في تاريخ الطبري وفي أسد الغابة.