للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-بعث رسول الله في السنة التاسعة في شهر ذي الحجة (مارس سنة ٦٣١ م) أبا بكر الصديق يحج بالناس فخرج في ثلاثمائة رجل من المدينة وبعث معه بعشرين بدنة قلدها وأشعرها بيده الشريفة وساق أبو بكر رضي الله عنه خمس بدنات ثم تبعه عليّ رضي الله عنه على ناقة رسول الله "القصواء" فقال له أبو بكر استعملك رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحج. قال لا ولكن بعثني أقرأ براءة على الناس وأنبذ إلى كل ذي عهد عهده وكان العهد بين رسول الله وبين المشركين عاما وخاصاً. فالعام أن لا يصد أحد عن البيت إذا جاءه ولا يخاف أحد في الأشهر الحرم. والخاص بين رسول الله وبين قبائل العرب إلى آجال مسماة وكانت عادة العرب أن لا ينبذ العهد إلا من كان قريباً ممن اراد النبذ. فلذلك بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه ولم يكتف بأبي بكر رضي الله عنه فحج بالناس. قرأ عليّ بن أبي طالب براءة (١) على الناس يوم النحر عند الجمرة ونبذ إلى كل ذي عهد عهده. وقال لا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ثم رجعا قافلين إلى المدينة. وقد كان عليّ رضي الله عنه يصلي خلف أبي بكر إلى أن رجع إلى المدينة.


(١) سورة براءة هي التوبة. قال صاحب الكشاف التوبة لها عدة اسماء. براءة والتوبة والمقشقشة والمبعثرة والمشردة والمخزية والفاضحة والمثيرة والحافرة والمنكلة والمدمدمة وسورة العذاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>