للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى. ويقع في نسبه خلاف وتغيير وزيادة وهو أشهر موالي رسول الله. ويقال له حب رسول الله وهبته خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وهو ابن ثمان سنين وأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبناه وذلك أن أباه قد وجد لفقده وجداً شديداً وكان قد أخذ في السبى. فلما علم أبوه أنه بمكة قدمها ليفديه فدخل حارثة وأخوه كعب على النبي صلى الله عليه وسلم فقالا يا ابن عم عبد المطلب يا ابن هاشم يا ابن سيد قومه جئناك في ابننا عندك فأمنن علينا وأحسن إلينا في فدائه. فقال من هو؟ قالا: زيد بن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهلا غير ذلك؟ قال ماهو. قال: ادعوه وخيروه فإن أختاركم فهو لكم وإن أختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من أختارني أحداً قالا قد زدتنا على النصف وأحسنت فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: هل تعرف هؤلاء؟ قالت: نعم. هذا أبي وهذا عمي قال: فأنا من قد عرفت ورأيت صحبتي لك فأخترني أو اخترهما. قال: ما أريدهما وما أنا بالذي أختار عليك أحداً أنت مني مكان الأب والعم. فقالا: ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وأهل بيتك؟! قال نعم: ورأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحداً أبداً. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر فقال يا من حضر اشهدوا أن زيداً ابني يرثني وأرثه. فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما وانصرفا (١) .

وهاجر زيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وشهد بدراً وأحداً والخندق والحديبية وخيبر. وكان هو البشير إلى المدينة بنصر المؤمنين يوم بدر وكان من الرماة المذكورين وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مولاته أم أيمن فولدت له اسامة وتزوج زينب بنت جحش أم المؤمنين (٢) ثم طلقها ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: "لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا من الوحي لكتم هذه الآية {وإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ الله عَلَيْهِ وَأّنْعَمْتَ عَلَيْهِ أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ الله وَتُخْفِى في نَفْسِكَ مَا الله مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَالله أَحَقُّ أّنْ تَخْشَاهُ} إلى قوله تعالى {وَكَانَ أَمْرُ الله مَفْعُولاً} فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوجها يعني زينب قالوا أنه تزوج حليلة ابنه فأنزل الله تعالى {مَا كَانَ محمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ الله وَخَاتمَ النَّبِييِّنَ} وكان زيد يقال له زيد بن محمد فأنزل الله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنُدَ الله} الآية.

قال العلماء ولم يذكر الله عز وجل في القرآن باسمه العلم من أصحاب نبينا وغيره من الأنبياء صلوات الله عليهم الا زيداُ في قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا} .

وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين حمزة. وأرسله رسول الله أخيرا أميراً على الجيش في غزوة مؤتة فقاتل فيها حتى وذلك في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة. وكان زيد أبيض أحمر وكان ابنه اسامة آدم شديد الأدمة.


(١) زيد بن حارثة من أبوين مسيحيين لكنه لم يكن يعلم شيئا عن المسيحية لأنه سبى صغيرا ووهبته خديجة للنبي قبل النبوة وهوابن ثمان سنين.
(٢) وهي ابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>