للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٣٤٦- حَدَّثنا مُحَمد بْنُ يَحْيَى بن عَبد الكريم الأزدي، قَال: حَدَّثنا مُحَمد بن ماهان، حَدَّثنا مُحَمد بن الحجاج، بن مجالد، عَن الشَّعبِيّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

٥٣٤٧- وحَدَّثنا أحمد بن داود الواسطي، قَال: حَدَّثنا أَبُو عَمْرو اللخمي بن الحجاج، قَال: حَدَّثنا مُجَالِدٌ، عَن الشَّعبِيّ، عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَدِمَ وَفْدٌ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ (١) عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ شَأْنِهِمْ، قَالَ لَهُمْ: أَفِيكُمْ أحدٌ يَعْرِفُ الْقُسَّ بْنَ سَاعِدَةَ الأَيَادِيَّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، كُلُّنَا نَعْرِفُهُ، قَالَ: مَا فَعَلَ؟ قَالُوا: هَلَكَ، قَالَ: مَا أَنْسَاهُ بِسُوقِ عُكَاظٍ، فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، يَخْطُبُ النَّاسَ، وهُو يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ اجْتَمِعُوا وَاسْتَمِعُوا وَعُوا، كُلُّ مَنْ عَاشَ مَاتَ، وَكُلُّ مَنْ مَاتَ فَاتَ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ، إِنَّ فِي السَّمَاءِ لَخَبَرًا، وَإِنَّ فِي الأَرْضِ لَعِبَرًا، مهادٌ مَوْضُوعٌ، وَسَقْفٌ مَرْفُوعٌ، ونجومٌ تَمُورُ، وَبِحَارٌ لا تَغُورُ، وَتِجَارَةٌ لا تَبُورُ، أَقْسَمَ قُسٌّ حَقًّا، لَئِنْ كَانَ فِي الأَمْرِ رِضًا لَيَكُونَنَّ سَخَطًا، وَإِنَّ لِلَّهِ دِينًا، هُوَ أحبُّ إِلَيْهِ مِنْ دِينِكُمُ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ، مَا لِي أَرَى النَّاسَ يَذْهَبُونَ فَلا يَرْجِعُونَ، أَرَضُوا فَأَقَامُوا، أَمْ تُرِكُوا فَنَامُوا؟ ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:

فِي الذَّاهِبِينَ الأَوَّلِينَ ... مِنَ الْقُرُونِ لَنَا بَصَائِرْ

لَمَّا رَأَيْتُ مَوَارِدًا لِلْمَوْتِ ... لَيْسَ لَهَا مَصَادِرْ

وَرَأَيْتُ قَوْمِي نَحْوَهَا ... يَمْضِي الأَكَابِرُ وَالأَصَاغِرْ

لَا يَرْجِعُ الْمَاضِي إِلَيَّ ... وَلَا مِنَ الْبَاقِينَ غَابِرْ

أَيْقَنْتُ أَنِّي لَا مَحَالَةَ ... حَيْثُ صَارَ الْقَوْمُ صَائِرْ

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ يُرْوَى أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: كَيْفَ قَالَ؟ قَالَ: فَأَنْشَأَ أَبُو بَكْرٍ يَقُولُ هَذَا الشِّعْرَ الَّذِي يُذْكَرُ عَنْ قُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ.

وَهَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم مِنْ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ إلَاّ مِن هَذَا الْوَجْهِ، ولَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ مُجَالِدٍ إلَاّ مُحَمد بْنُ الْحَجَّاجِ، ومُحَمَّد بْنُ الْحَجَّاجِ قَدْ حَدَّثَ بِأَحَادِيثَ لم يتابع عليها، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَمَّا لَمْ نَجِدْ هَذَا الْحَدِيثَ عِنْدَ غَيْرِهِ لم نجد بدا من إخراجه عنه.


(١) كذا، وقال المحقق بعد أن وضع بين القوسين نقاطا ( ... ) : كلمة أصابها الطمس، أو الأرضة، وفي "كشف الأستار": وفد من بكر بن وائل"، وهو ما أثبتناه، والحديث؛ أخرجه ابن أبي عَاصِم، في "الآحاد والمثاني" ٣/٣٠٤ (١٦٣١) كما أثبتناه.
وأخرجه الطبراني (١٢٥٦١) ، وابن عدي، في "الكامل" ٧/٣٢٥، وفيهما: قدم وفد عَبد القَيْس".

<<  <  ج: ص:  >  >>