حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: ثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦] قَالَ: " ذَكَرَ لَنَا أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دَخَلُوا الْجَنَّةَ نَادَاهُمْ مُنَادٍ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَعَدَكُمُ الْحُسْنَى وَهِيَ الْجَنَّةُ، وَأَمَّا الزِّيَادَةُ: فَالنَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الرَّحْمَنِ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: ٢٣] " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَاسْمَعُوا الْآنَ خَبَرًا ثَابِتًا صَحِيحًا مِنْ جِهَةِ النَّقْلِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَ خَالِقَهُمْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَنَّهُمْ لَا يَرَوْنَهُ قَبْلَ الْمَمَاتِ، وَلَوْ ⦗٤٥٩⦘ كَانَ مَعْنَى قَوْلِهِ {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: ١٠٣] عَلَى مَا تَتَوَهَّمُهُ الْجَهْمِيَّةُ الْمُعَطِّلَةُ الَّذِينَ يَجْهَلُونَ لُغَةَ الْعَرَبِ، فَلَا يُفَرِّقُونَ بَيْنَ النَّظَرِ وَبَيْنَ الْإِدْرَاكِ، لَكَانَ مَعْنَى قَوْلِهِ {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: ١٠٣] أَيْ: أَبْصَارُ أَهْلِ الدُّنْيَا قَبْلَ الْمَمَاتِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute