للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٦٤ - أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا سِنَانُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ طَارِقٌ، فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ: رَأَيْتُهُ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ قَدْ دَمِيَتْ عُرْقُوبَاهُ وَهُوَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا "، وَرَجُلٌ مِنْ خَلْفِهِ يَرْمِيهِ، وَيَقُولُ: هَذَا الْكَذَّابُ فَلَا تَسْمَعُوا مِنْهُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا مُحَمَّدٌ، وَهَذَا أَبُو لَهَبٍ عَمُّهُ، قَالَ: ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَنِ الْقَوْمُ؟» فَقُلْنَا: مُحَارِبٌ، فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ؟» قُلْنَا: مِنَ الرَّبَذَةِ، أَوْ مِنْ حَوْلِهَا، فَقَالَ: «مَعَكُمْ شَيْءٌ تَبِيعُونَ؟» فَقُلْنَا: نَعَمْ، هَذَا الْبَعِيرُ، فَقَالَ: «بِكَمْ؟» قُلْنَا: بِكَذَا وَكَذَا وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ، فَأَخَذَ خِطَامَهُ وَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقُلْنَا: مَا صَنَعْنَا بِعْنَا الْبَعِيرَ مِنْ رَجُلٍ لَا نَدْرِي مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ: وَمَعَنَا ظَعِينَةٌ فِي جَانِبِ الْخَبَاءِ، فَقَالَتْ: أَنَا ضَامِنَةٌ لِثَمَنِ الْبَعِيرِ، رَأَيْتُ وَجْهَ رَجُلٍ مِثْلَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَا يَخِيسُ بِكُمْ، قَالَ: فَأَصْبَحْنَا، فَجَاءَنَا رَجُلٌ مَعَهُ تَمْرٌ، فَقَالَ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمْ يَأْمُرُكُمْ «أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ هَذَا التَّمْرِ، وَأَنْ تَكْتَالُوا حَتَّى تَسْتَوْفُوا» قَالَ: فَفَعَلْنَا، ثُمَّ دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، أُمَّكَ ⦗٤١١⦘ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، وَأَدْنَاكَ أَدْنَاكَ» ، قَالَ: وَضَجَّ نَاسٌ حَوْلَ الْمِنْبَرِ، فَقَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَؤُلَاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ، أَصَابُوا مِنَّا دَمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَخُذْ لَنَا بِثَأْرِنَا، قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَافِعًا يَدَيْهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى بَيَاضِ إِبِطَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: «أَلَا لَا تَجْنِي أُمٌّ عَلَى وَلَدٍ»

<<  <  ج: ص:  >  >>